مهرجان تمبدغة: مهرجاننا عكس وجع السكان ومطالبهم المشروعة

الأخبار (نواكشوط) - قال الناطق الرسمي باسم مهرجان تمبدغة للثقافة والتنمية، إطول عمر محمدن المصطف، إن المهرجان الذي اختتم البارحة في المدينة لم يكن لمجرد الترفيه أو الفلكلور، بل شكل انعكاسا حيّا لواقع المدينة ومطالب سكانها الذين يعيشون همومًا حقيقية ومزمنة، وفي مقدمتها انقطاع الكهرباء والماء، وتعطل التخطيط العمراني، وتوقف مشاريع شق الطرق وتعبيدها.

وأوضح ولد محمدن في كلمته أن "منظمي هذا الحدث الثقافي لا يتفرجون على تمبدغة من بعيد، بل يعيشون واقعها بكل تفاصيله، ويحملون رسائلها بكل صدق"، مشددًا على أن المهرجان يُقام بإرادة شعبية مستقلة، ليكون صوتًا للساكنة في وجه التهميش.

 

ودعا ولد محمدن إلى تحويل الثقافة من مجرد مظهر احتفالي إلى وسيلة للتعبير عن المطالب المشروعة، والضغط من أجل تحسين واقع المدينة، لتعيش بكرامة وتلقى ما يليق بتاريخها ومكانتها.

حاكم مقاطعة تمبدغة، محمد ولد النامي، عبر عن سعادته باختتام فعاليات مهرجان تمبدغة للثقافة والتنمية، واصفًا إياه بـ"العرس الثقافي والتنموي" الذي جمع بين الفكر والإبداع والعطاء والأمل.

 

وقال ولد النامي، في كلمته خلال الحفل الختامي، إن مدينة تمبدغة عاشت على مدى أيام المهرجان "لحظات زاخرة بالعروض الفنية والثقافية والرياضية، والندوات الهادفة التي عكست حيوية شبابنا وطاقاتهم الخلاقة"، مضيفًا أن تلك الفعاليات أبرزت غنى الثقافة المحلية والوطنية، وما تزخر به المدينة من إمكانيات تنموية واعدة.

 

وأكد حاكم تمبدغة أن ما تحقق في هذا الحدث ما كان ليرى النور لولا تضافر الجهود وتعاون الجميع، من سلطات إدارية وأمنية، وجهات منظمة، ومجتمع مدني، مشيرًا إلى أن روح التعاون كانت أساس هذا النجاح.

أكد رئيس مهرجان تمبدغة للثقافة والتنمية، محمدو الشامي خوي، أن فكرة المهرجان انطلقت قبل أشهر "بحلم جماعي يسعى إلى صون الكنز الثقافي للمدينة، الذي يمثل جزءًا لا يتجزأ من هويتنا الوطنية، واستعادة ما كانت تمبدغة تعرف به من إبداع وإشعاع ونبوغ".

 

وأوضح ولد الشامي أن نجاح هذه النسخة ما كان ليتحقق لولا جهود كبيرة وأوقات ثمينة بُذلت من كافة الفاعلين، منظمين وشركاء، مشيرًا إلى أن المهرجان شكّل مناسبة لتجديد العهد مع الثقافة، وترسيخ حضور المدينة في المشهد الوطني.

 

وفي ختام كلمته، عبّر ولد الشامي عن امتنانه العميق لكل من ساهم في إنجاح هذه التظاهرة، موجهًا شكره لزملائه في اللجنة التنظيمية، ومؤكدًا أن ما تحقق يجب أن يُبنى عليه لمستقبل أكثر إشراقًا لتمبدغة.

 

وشهد حفل الاختتام توزيع جوائز مالية للفائزين في المسابقات التي أطلقها المهرجان تزامنا مع انطلاقة أنشطه والتي من بينها القرآن الكريم والشعر الفصيح والحساني وسباق الخيل والإبل والألعاب التقليدية.