الأخبار (نواكشوط) - قدّم سفير موريتانيا بالرياض المختار ولد داهي اليوم الاثنين عرضا عن "المقاربة الموريتانية في مجال محاربة الإرهاب.. المعالم والمقاصد " وذلك بمقرّ التحالف العسكري الإسلامي لمحاربة الإرهاب في الرياض.
ووصف السفير المقاربة الموريتانية بأنها تم تنزيلها إلى استراتجية و خطط عمل أُسست على تشخيص للخطر الإرهابي، وطرق الوقاية من استفحاله وعلاج ظاهره وكامنه.
وأضاف ولد داهي أنّ موريتانيا حيّنت الترسانة القانونية وواءمتها مع التشريعات الدولية ذات الصلة بمحاربة الإرهاب، وراجعت القوانين في اتجاه مكافحة الإرهاب عمليًا ونظريًا للإحاطة بجميع مظاهر وتجليات الإرهاب، وتغليظ العقوبات الرادعة إلى أقصى المستويات.
وذكر ولد داهي أنّ المقاربة ركّزت على عصرنة القوات المسلحة وقوات الأمن عبر رافعات التمهين والتكوين والتجهيز والتحفيز، مؤكّدًا أنّها حققت الهدف المرسوم، وهو "خلوّ بلادنا من أي اختراق إرهابي منذ أكثر من عقد من الزمن".
ونظمت المقاربة - وفق السفير - حوارات علمية مع سجناء مدانين بجرائم إرهاب بغرض مراجعات فكرية، أسفرت عن مراجعات فكرية للعديد من المدانين عبر توبتهم من "الفهم الخاطئ" للإسلام وخصوصًا مفاهيم الجهاد والولاء والبراء، مما أفضى إلى العفو عنهم وفق المقتضيات والمساطر القانونية ذات الصلة.
وأكد ولد داهي أنّ المقاربة دعمت منابر الإسلام السمح المعتدل وسحبت الذرائع من أهل الإفراط والغلو، فأنشأت إذاعة القرآن الكريم وقناة المحظرة، وقامت بمأسسة وتمويل رابطة العلماء والأئمة، وأنشأت جامعة للعلوم الإسلامية وجامعة المحظرة الشنقيطية الكبرى، وجائزة رئيس الجمهورية لحفظ وفهم المتون المحظرية" مع اكتتاب العديد من الأئمة وتخصيص رواتب شهرية منتظمة، إضافة إلى إنشاء محاظر "نموذجية".
وقال ولد داهي إنّ المقاربة اعتمدت سياسات اجتماعية ساهمت في تجفيف منابع التطرف، فأنشأت جهازًا مؤسسيًا برتبة وزارة وُجهت له تمويلات عمومية كبيرة، وهو المندوبية العامة للتضامن الوطني ومكافحة الإقصاء "التآزر" وأعدت سجلًا اجتماعيًا يضم المُحتاجين وخصصت لهم إعانات مالية شهرية، ووفرت لهم التأمين الصحي المجاني، كما وجهت موارد مالية لردم "الفجوة التعليمي".
ووصف ولد داهي المقاربة بأنها متّنت عُرى الإجماع الوطني من خلال مشهد ديمقراطي سليم وانتخابات دورية منتظمة، وهو "ما ساهم في تحييد أي توتر سياسي قد يُربك المجهود الوطني في مجالات مكافحة الإرهاب"، كما أنها شجعت المبادرات الثقافية والإعلامية المحاربة للغلو والتطرف والإرهاب، ونشطت التعاون الثنائي والإقليمي والدولي في مجال محاربة الإرهاب.
وشدد السفير أنّه رغم التقويم وكذا تقويم "الشركاء" حول نجاعة المقاربة فإن "التهديد الإرهابي" ما زال قائمًا غير بعيد عن حدود البلد، ذاكرا أنّه يهدد استقرار وأمن بعض دول الساحل والصحراء، وهو ما يتطلب من الحكومة مزيدًا من اليقظة العسكرية والأمنية، ويستدعي من الشركاء الاستراتيجيين للبلد تقويم الموقف واتخاذ التدابير اللازمة.