الأخبار (نواكشوط) – شكا عدد من سكان حي البطوار في منطقة تنويش، التابعة لمقاطعة توجنين، من "تهميش مستمر وفقر مدقع، إضافة إلى انعدام الأمن والخِدمات الأساسية، في ظل غياب شبه تام لأيِّ تدخل حكومي فاعل".
ورفعت أصوات عدد من سكان الحي التقاهم فريق وكالة الأخبار المستقلة بشكاوى من الهشاشة، وغياب الأمن، وانتشار القمامة، والاكتظاظ، ووجود مسالخ عشوائية داخل الأحياء.
وأكّد السكان أن الكثير من هؤلاء يُعاني من أمراض مزمنة دون أي رعاية تُذكر.
أسرٌ فقيرة وأمراض مزمنة
قالت المواطنة عيشة الحسن إنها تسكن عريشا ووالدتها تُعاني من أمراض مزمنة، ولديها أبناء أيتام، ولا تملك قطعة أرضية مرخصة، مشيرة إلى أنها لم تستفد يومًا من أي خدمة تقدّمها الدولة.
بدورها المواطنة أما بنت صمب جالو فقالت إنها تعاني من مرضي السكري والبواسير، وتعيش في ظروف صعبة حيث تعجز عن توفير حقنة من الدواء أو حتى وجبتي الغداء والعشاء لأطفالها.
وتضيف "لم أعد قادرة على إرسال أبنائي إلى المدرسة، فالفقر أقعدهم، وفضلت إبقاءهم في البيت بسبب عجزي عن تلبية احتياجاتهم".
الجهل يهدد مستقبل الأبناء..
المواطنة الزهراء محمد ترى أن غياب التعليم هو أحد أخطر ما يهدد مستقبل الأطفال في الحي.
وأضافت الزهراء محمد "أبناؤنا أصبحوا متشردين بسبب الجهل، ولا توجد مؤسسات تعليمية تنتشلهم من هذا الواقع، حيث لا مدارس ولا محاظر، ويضطر السكان للانتقال بعيدًا لتعليم أبنائهم".
من جهتها، طالبت آمنة بنت محمد الدولة بتوفير دعم رسمي للمحاظر، حتى يتمكن الأطفال من تلقي التعليم، بدلًا من الاعتماد على الجهود الفردية الهشة.
أما الحسن إفكو فشدد على أن التعليم والصحة من حقوق المواطن على الدولة، مطالبًا بتوسيع الدعم وتحسين الخِدمات.
سكن وسط ركام القمامة
آمنة محمد قالت في تصريحها للأخبار، إنها تعيش وسط ركام القمامة والمسالخ العشوائية التي قالت إنها باتت منتشرة في الحي الذي لا توجد فيه شوارع وتنتشر فيه القمامة بشكل واسع، مشيرة إلى أنه في حالة أي طارئ لن تتمكن سيارة إسعاف أو إطفاء من دخول الحي بسبب الاكتظاظ وعدم وجود شوارع.
وأضافت بنت محمد "الكثير من سكان الأحياء فقراء، والنساء أرامل أو معوزات، يُعانين في صمت"، مطالبة الدولة بالوقوف مع هذا الشعب الضعيف وتحسين واقعه المعيشي.
بدوره محمد بلال قال إن المنطقة قديمة، ولا تحظى بأيِّ اهتمام من السياسيين إلا في مواسم الانتخابات.
أمن غائب ومطالب متكررة
محمد ولد بلال قال إن الأمن شبه معدوم في الحي، وأن اللصوص يعتدون على السكان، خصوصًا الفتيات، دون أن تنصفهم العدالة.
وطالب بضرورة توفير الأمن، قائلًا "نعيش وسط انتشار للمناكر والسرقات، ولا وجود فعلي لقوى الأمن".
كما طالب الحسن ولد إفكو بإنشاء مفوضية شرطة لحماية المواطنين، مؤكدًا أن الحي بحاجة ماسة إلى نقطة أمنية دائمة.
بدورها الزهراء بنت محمد أكدت أنهم يسكنون في أعرشة لا تقيهم خطر اللصوص، مشددة على ضرورة تخطيط الأراضي حتى يتمكنوا من بناء مساكن تضمن لهم الحد الأدنى من الأمان والكرامة.
بوادر اهتمام
وقال الحسن ولد إفكو - وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة - إن الحي المذكور يضم تجمعًا كبيرًا من الفقراء، وقد بدأت الدولة مؤخرًا تُبدي بعض الاهتمام، عبر بناء مستشفى ومدرسة ابتدائية.
وأوضح أن ما تحقق غير كافٍ، مشيرا إلى أن من حق الشعب على الدولة أن توفر له التعليم والصحة، وتفك العزلة عن الأحياء التي تعاني من اكتظاظ، وانعدام للطرق، وأسلاك كهربائية مكشوفة تهدد حياة الأطفال.