الأخبار (نواكشوط) – بجانب هوائيات الشركة الوطنية للكهرباء بمدخل العاصمة الجنوبي على طريق نواكشوط روصو، وعلى بعد مسافة من هذا الطريق يعيش حيّ سكني يتكوّن من عشرات الأسر تسكن أعرشة خشبية تفتقر لأبسط مقوّمات الحياة.
يتحدث سكان الحي عن حاجتهم إلى مسجد ومياه وكهرباء ونقل وخطة لخفض أسعار المواد الأساسية، ويؤكدون أن ظروفهم المعيشية صعبة.
فكّر بعض سكان هذا الحي – وفق فريق وكالة الأخبار المستقلة الذي التقاهم– في إنشاء منصة على إحدى الوسائط لطرح مشاكلهم قبل يومين أو ثلاثة.
فريق وكالة الأخبار المستقلة استفسر عن معاناة هؤلاء اليومية، وكيف يقضون يومهم، وكيف يبيتون ليلهم، حيث سردوا برواية واحدة ومتواترة ما يعيشونه من غياب للخدمات الأساسية من ماء وكهرباء وانعدام للأمن.
مطالبة بمساجد ومحاظر ومدارس
أجمع أغلب سكان الحي على عدم وجود مساجد ومحاظر في هذا الحي النائي، مطالبين ببناء مسجد ومحظرة في الحي، ومؤكدين أنهم لا يسمعون أذانا لصلاة.
المواطنة حواء بنت إبراهيم أكدت في معرض حديثها أنها تعتمد في صلاتها على ساعة هاتفها، حيث لا تسمع أذان مسجد.
بدوره محمد ولد صمب طالب بتوفير بيئة ملائمة لتعليم الصغار، والانتباه لهم، مشيرا إلى أن تربيتهم ليست في الأكل والشرب بل هي كذلك في التعليم وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر.
وطالب سكان الحي ببناء إعدادية مؤكدين أن أغلب بناتهم لا يستطيعون التنقل إلى الإعدادية في حالة تخطيهم لمسابقة دخول السنة الأولى الإعدادية.
غياب لأبسط المقومات
المواطنة حواء بنت إبراهيم أكدت أنه منذ قدومهم لهذا الحي لم يُسجلوا على قوائم مندوبية تآزر، مطالبة بالتفاتة كريمة من هذه المصالح.
بدوره محمد ولد صمب قال إنهم يستخدمون وسائل بدائية في نقل المرأة الحامل إلى المستشفى، حيث يحملونها في الأغطية وذلك من أجل الوصول إلى الطريق الرسمي، حيث يتعذر وصول السيارات.
وأضاف أن الحي يفتقر للمياه، مشيرا إلى أنه نبه عليها عديد الهيئات وذلك لمباشرتهم، مؤكدا أن المياه تأتي اليوم وتختفي لأسبوع أو أسبوعين.
بدورها مريم بنت أحمد قالت إن الطريق الرئيسي يقع على مسافة بعيدة من حيّهم، مطالبة ببناء طريق فرعي لمساعدتهم في الوصول إلى الطريق الرسمي، وذلك من أجل اقتناء حاجاتهم اليومية بسهولة.
غلاء في الأسعار
اسلاكة البارة بنت الشيخ التيجاني قالت إن الأسعار مرتفعة خصوصا السمك، لافتة إلى أنهم كفقراء لا يمتلكون مقدرة لشرائه.
وأكدت بنت الشيخ التيجاني أن السوق على مسافة بعيدة منهم، ومن أراد الذهاب إليه يصرف 500 أوقية ذهابا وإيابا، مشيرة إلى أن الكهرباء ضعيف جدا حتى الثلاجات لا يستطيعون تشغيلها لحفظ بعض المواد الغذائية فيها.
خوف من المجهول
في تصريحات سكان الحي للوكالة أكد هؤلاء السكان خوفهم مما سموه مياه البحر، مشيرين إلى أن مياه البحر أصبحت قريبة منهم ويخشون غمرها في كل وقت.
زينب بنت عبد الله أكدت أن مياه البحر تهددهن وذلك ومن العمود الرابع إلى العمود السادس، مشيرة إلى أنها لا تستطيع النوم ليلا.
بدورها بنت وهب بنت عثمان أكدت أن هذه المنطقة تعاني كثيرا، وخصوصا من مياه البحر، لافتة إلى أن السكان لا ينامون ليلا خوفا من مياه البحر، حيث يظنون أن مياهه ستعمّ عليهم في كل لحظة.
وطالبت زينب بنت عبد الله بحماية سكان الحي من اللصوص الذين يتربصون بهم الدوائر، كما طالبت بنت وهب بنت عثمان بتوفير الحماية المدنية في الحي.
تشبُّه بغــ.ـــزة
المواطن محمد ولد صمب قال إنه رغم معاناتهم لم ينسوا الأهل في فلسـ.ــطين، معلنا الوقوف معهم في السراء والضراء، وداعيا بالنصر لسكان غــ.ــزة.
وأكد ولد صمب أن الشعب الموريتاني كله مع شعب غــ.ــزة، مضيفا: سكان غــ.ــزة لستم وحدكم، معكم الموريتانيون جميعا، والله تبارك وتعالى وعدكم بالنصر ولن يخذلكم، ونحن لسنا أجود حالا منكم، أنتم تُضرَبون بالقذائف ونحن نسكن في هذه الأكواخ التي تشاهدون.
مطالب عديدة
طالب سكان حي الكيلومتر 13 على طريق روصو بتقريب المدرسة منهم، كما طالبوا بلفتة على حيهم، وذلك بتوفير سكن لائق لهم، مؤكدين أن حيهم ضعيف جدا.
ودعا محمد ولد صمب إلى منحهم قطعا أرضية يسكن فيها هؤلاء، مؤكدا أن أغلب هؤلاء الأسر فرَّ من وسط المدينة بسبب عدم القدرة على الإيجار.
كما طالب ولد صمب بتشريع القطع الأرضية التي يسكن عليها هذا الحي، داعيا الخيرين لمساعدتهم.
بدورها زينب بنت عبد الله طالبت الرئيس محمد ولد الغزواني بمساعدتهم ومنحهم حقهم.
بدورها مريم بنت أحمد طالبت ببناء مسجد ومحظرة ومدرسة في هذا الحي، كما طالبت فاطمة بنت إبراهيم بسد النقص الحاصل في الكهرباء والماء.
وطالب سكان الحي بتوفير فرقة للحماية المدنية، وسيارات للشرطة تؤمنهم من اللصوص، كما طالبوا بتوفير حوانيت للتضامن.