على مدار الساعة

"حياة جديدة" .. أعرشة متواضعة وشكاوى من غياب الأمن وانعدام الخدمات (فيديو)

23 أغسطس, 2025 - 14:02

الأخبار (نواكشوط) - داخل أعرشة متواضعة، متقاربة في المسافة، والشكل، والتصميم، مؤمنة بسياج حديد بسيط بدل حائط إسمنتي، بـ"حياة جديدة" بمقاطعة توجنين في ولاية نواكشوط الشمالية، تعيش عشرات الأسر ظروفا صعبة، وتشكو "انهيار الأمن" وغياب الخِدمات الأساسية.

 

يحصل سكان الحي على الماء - وفق رواية بعضهم - من نقاط توزيع موزّعة بالمنطقة دون الحنفيات العادية.

 

يتناوب أفراد أسر الحي على المرابطة في أماكن توزيع المياه، ويتوزعون على الأدوار، فينتظرُ الأبناء حتى يحصلوا على المياه، ثمّ تأتي النساء من أمهات وأخوات ليحملنهُ لمكان سكنهم.

 

وللاطلاع على كواليس المعيشة اليومية، زار فريق من وكالة الأخبار المستقلة عشرات الأسر لرصد آرائهم حول ظروفهم المختلفة، طالبوا فيها بتحسين واقع تعليم الحي، واشتكوا فيها من غياب خدمات الكهرباء وكذا المياه، ومن تفشي اللصوص أيضًا.

 

"تهميش" وضعف تعليم

 

أكّدت مجموعة من سكان الحي في تصريحات للأخبار أنّ أبناءهم لم ينجحوا في مسابقة ختم الدروس الابتدائية لسنتين متتاليتين، لقلّة المعلمين بالمدرسة، وأنّ بعض المدرسين - وفق التصريحات - يتهرّبون من التدريس بالمنطقة لبُعدها.

 

وأكد سكان الحي انقطاع دراسة العديد من البنات في المستوى الإعدادي لعجز الأهالي عن توفير وسيلة نقل يومية، محمّلين الدولة مسؤولية ذلك.

 

وشدّد سكان الحي على أنّ الأبناء الذين يدرسون في مدرسة الحي في مستوى الابتدائية يعانون من غياب المعلمين عن الحصص.

 

وتساءل البعض في تصريحاتهم، لماذا لا يمكننا تدريس أبنائنا؟ أم أنّه يكفي ترحيلنا للمنطقة دون توفير تعليم؟ منتقدين ما وصفوه بـ"تهميشهم".

 

كما أكدت التصريحات أنّ الأهاليَ يعجزون عن تحمل تكاليف نقل الأبناء لمناطق أخرى يدرسون بها، وأنّ الحل الوحيد المتاح لهم هو تعطيل مسارهم الدراسي.

 

واتّهم سكان الحي الحكومة بتعمّد "تهميشهم" وتركهم يعيشون "بلا روح"، مشيرين إلى أنّ مصير الأبناء في ظل غياب المحاظر والمدارس يجعلهم معرضين للتحول إلى لصوص.

 

وطالبت المواطنة امرُوا بنت همدي بتوفير بيئة بالحي تُساعد في تدريس أبنائه، واصفة سكان الحي بأنهم يسكنون في خلاء من الأرض.

 

غياب الخدمات الأساسية

 

ولفتت بنت سيدي همّدي إلى أنّهم يتضررون من انقطاع المياه، وكذا الكهرباء، حتّى من انعدام الأمن، بسب كثرة اللصوص.

 

من جهتها ناشدت رئيسة حي الجزيرة رقم: 2 فاطمة جعفر الحكومة بتوفير سقاياتٍ للحي، وتجهيز نقاط لتوزيع المياه بالقرب منهم، ومساعدة عمدة البلدية والمندوبية العامة للتضامن ومكافحة الإقصاء "التآزر" بتوفير الخدمات للسكان.

 

افتقار لمقوّمات الحياة

 

ووصف المواطن الطيب ولد الشّين "حياة جديدة" بأنها تفتقرُ لمقومات الحياة، وأن سكانها يسترزقون من وسط العاصمة، وهو ما يصعبُ عليهم نتيجة لعدم تيسر النّقل، الذي ينفق عليه الفردُ 800 أوقية قديمة ذهابًا وإيابًا.

 

وأضاف ولد الشين أنهم لا يملكون سوى الصّبر، داعيًا إلى توفير ما يحتاجونه من خِدمات لأنّ معاناتهم كثيرة والتحديات تواجههم على مستويات متعددة.

 

فيما قال المواطن الخضر محمد ينجة إنّ مطالبهم لم يُلبَّ منها شيء، وأنّ المياه وُفّرت لهم مبدئيًا، فيما ظلت تنقطعُ عنهم على مدار أكثر من سنتين.

 

وشدّد ولد محمد ينجة على أنهم قدموا للمنطقة ووُعدوا بتوفير حنفيات لكل أسرة، وهو ما لم يتم نهائيًا.

 

مستشفىً "يضر" السكان..

 

ونبّه ولد محمد ينجة إلى أنّ مركز الحي الصحي لا يتوفرُ على آلات، ولا لوجستيات، مشدّدًا على أنّ ما تحدث عنهُ هو الحقيقة.

 

وقالت المواطنة أم الخيري السالم بلال إنّ مستشفى الحي بلا ماء ولا كهرباء، مما يحول دون تكييف غرفه.

 

وعبرت بنت بلال عن تضررهم من المستشفى، مطالبة بإصلاح مكيّفاته، وهو ما قالت إنه يُرغمهم على الذهاب بأبنائهم المرضى إلى أماكن بعيدة عن الحي.

 

فيما نفى المواطن أحمد سالم ولد أعمر وجود الأمن إطلاقًا، مشدّدًا على كثرة اللصوص وتفشّيهم في مختلف الأوقات ليلاً ونهارًا.

 

وقال ولد أعمر إنّ الحي يطغى عليه الضعف المادي، وذلك لأن أغلبية سكانه نساء وأطفال.

 

رسالة لغزواني

 

ووجّه ولد أعمر رسالة للرئيس محمد ولد الغزواني لمساعدة المتقاعدين العسكريين الضعفاء، وأن يرد لهم اللفتة.

 

وقبل سنوات قامت السلطات بترحيل آلاف الأسر إلى الحي الذي سمّته "حياة جديدة" ومنحتهم قطعا أرضية، فيما تتكفل جمعيات خيرية بسقاية الحي من خلال ملء خزانات المياه المنتشرة في شوارعه بالمياه.

 

 وتقول الحكومة إنها تقدّم بشكل منتظم مساعدات لسكان الحي عبر مندوبية "تآزر" لكن سكان الحي يطالبون بتوفير الخدمات الأساسية وفرص عمل.