على مدار الساعة

وزارة السياحة تفتتح موسما للسياحة الساحلية

11 أغسطس, 2025 - 12:01

الأخبار (نواكشوط) – افتتحت وزارة التجارة والسياحة، ليلة البارحة بمنطقة رباط البحر موسما للسياحة الساحلية، تحت شعار: "الساحل… مهد الطبيعة وفضاء الاكتشاف".

 

وأشرفت على افتتاح الموسم حرم الرئيس محمد ولد الغزواني مريم محمد فاضل الداه، وقالت الوازرة إنه يندرج في إطار تجسيد رؤية وطنية طموحة لتعزيز السياحة الداخلية ولتثمين الموروث الساحلي، بما يكرس إحدى تعهدات الرئيس محمد ولد الغزواني، الرامية إلى جعل السياحة رافعة حقيقية للتنمية المحلية والاندماج الاجتماعي.

 

وزيرة التجارة والسياحة، زينب بنت أحمدناه، أكدت في كلمة بالمناسبة، أن تنظيم هذه التظاهرة يأتي تجسيدا لتوجيهات الرئيس محمد ولد الغزواني، التي دعا فيها مواطنيه إلى قضاء عطلهم داخل وطنهم وبين ذويهم لإعادة اكتشاف ذواتهم، ولجعل شواطئنا قبلة للعطلة والاستجمام، بما يعزز روح الانتماء، ويقوي الصلة بين المواطن وأرضه وتاريخه، ودعما للاقتصاد الوطني، وتحريكا لعجلة التنمية.

 

ووصفت بنت أحمدناه حضور بنت الداه لحفل انطلاق موسم السياحة الساحلية يشكل قيمة رمزية ومعنوية بالغة الدلالة، تجسد الرعاية السامية لهذا المسار الذي نريده جسرا بين الإنسان وأرضه وبين الماضي العريق والمستقبل الواعد، وهو في نفس الوقت يعد تثمينا لمقدرات البلاد الطبيعية والثقافية.

 

وأضافت الوزيرة أن المشاركين في الحفل يوجدون الآن "على ضفاف هذا المحيط الشامخ، حيث يلتقي عبق التاريخ بنسيم البحر، وحيث تعانق الرمال الذهبية أمواج الأطلسي في لوحة بديعة نسجتها الطبيعة بالعناية الإلهية، لنعلن بصوت واحد انطلاق موسم السياحة الساحلية".

 

وأكد الوزيرة أن هذا الموسم يفتح الأفق رحبا على كنوز طبيعية فريدة، ومقدرات سياحية لا تضاهى، مردفة أن سواحل موريتانيا الممتدة من نواذيبو حتى انجاكو، ليست مجرد شريط بحري، بل هي سجل مفتوح لروائع الطبيعة، ومياه نقية تعكس زرقة السماء، وشواطئ بكر تحكي قصة النقاء، وبيئة بحرية تزخر بالتنوع والثراء.

 

وذكرت الوزيرة بأنه في هذه الشواطئ تختزن موريتانيا كنوزها السياحية، ومن بينها حوض أرغين، وحوض جاوليغ وجزيرة تيدره، ومنطقة أركيس وغيرها من عجائب الطبيعة.

 

وزير الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان، الحسين ولد مدو، رأى أن حضور حرم الرئيس لحفل إطلاق هذا الموسم يعد أكبر داعم للسياحة الساحلية، مؤكدا تضافر جهود القطاعات الحكومية وعزمها على المضي قدما في دعم السياحة الداخلية، تماشيًا مع توجيهات الرئيس محمد ولد الغزواني.

وأضاف ولد مدو أن هذه الفعالية تُمثل فرصة للاستجمام واستكشاف السواحل والثقافة الساحلية، مستعرضًا في الوقت نفسه إنجازات القطاع في مجال تثمين الموروث البحري.

 

ودعا ولد مدو السفراء إلى استكشاف السواحل والمقومات السياحية الموريتانية، وتعريف المستثمرين في بلدانهم بالفرص الواعدة التي يتيحها القطاع السياحي في موريتانيا.

 

رئيس الاتحاد الوطني لأرباب العمل الموريتانيين، زين العابدين ولد الشيخ أحمد، لفت إلى أن هذا الموسم لا يمثل مجرد موعد عفوي عابر، بل هو تجسيد عملي لرؤية الرئيس محمد ولد الغزواني، الهادفة إلى جعل السياحة ركيزة للتنمية المستدامة، ووسيلة لخلق فرص العمل، وتنمية المناطق الداخلية في البلاد ومنها المناطق الساحلية.

 

وأكد أن موريتانيا تمتلك سواحل ذهبية تمتد لأكثر من 750 كيلومتر، تزخر بثروات طبيعية وثقافية فريدة.

 

وتحدث ولد الشيخ أحمد عن تمكن القطاع الخاص من إنشاء 121 وحدة فندقية، و752 مطعما في مختلف أنحاء البلاد، مردفا أنها ساهمت في خلق عشرات آلاف فرصِ العمل الدائمة والموسمية.

 

وجدد ولد الشيخ أحمد تأكيد إلغاء 21 ألف تذكرة سفر إلى الخارج استجابة لدعوة الرئيس لتشجيع السياحة الداخلية، وتوجيه استثمارات كبيرة في البنية التحتية السياحية، مثل الفنادق وشركات النقل، مما عزز الجاهزية لاستقبال السياح.

 

رئيسة المجلس الجهوي لنواكشوط، فاطمة عبد المالك، أكدت أن الجهة أولت أهمية خاصة لترقية السياحة كمجال استراتيجي، حيث خصصت مكونا متكاملا من مخططها التنموي الجهوي لهذا القطاع الحيوي، إيمانا منها بالدور المتنامي الذي تلعبه السياحة في تنشيط الاقتصاد المحلي، وتحفيز ريادة الأعمال، وخلق فرص العمل، خصوصا للشباب والنساء.

 

كما نوهت بنت عبد المالك بدور هذا المخطط في تعزيز صورة العاصمة كوجهة حضرية متكاملة وذات جاذبية متنوعة، مشددة على أن دعم السياحة، سواء الثقافية أو البيئية أو الساحلية، يشكل خيارا تنمويا واعدا، لأنه يقوم على تحريك سلسلة من القطاعات المرتبطة به كالحرف والصناعات اليدوية، والنقل والخدمات والضيافة والإنتاج المحلي.

 

ونبهت بنت عبد المالك إلى أن ذلك يعزز الدورة الاقتصادية داخل المدينة، ويسهم في تحسين دخل الأسر، ويرسخ ثقافة الاندماج المجتمعي حول الموارد الذاتية، مؤكدة دعمها الكامل لكل المبادرات الساعية إلى إبراز مؤهلات العاصمة السياحية، وتقوية التكامل بين مختلف الفاعلين في هذا المجال بما يخدم رؤية تنموية متكاملة تجعل من نواكشوط مدينة مزدهرة جاذبة ومشرقة.

 

عمدة بلدية تفرغ زينه، الطالب ولد المحجوب، ذكر في كلمته بأن السياحة تشكل نشاطا اقتصاديا حيويا يساهم بنصيب معتبر في الدخل الوطني وفي التشغيل، وفي تثمين مختلف مناطق البلاد ومقدراتها الاقتصادية.

 

ونبه إلى أنه على الرغم من أن غالبية مناطق البلاد تتوفر على مقدرات وخصائص سياحية، فإن المناطق الساحلية تشكل وجهات سياحية مثالية لما تتوفر عليه من ميزات خاصة تتعلق بالمناخ والمواقع التراثية والمناظر الجميلة، إضافة إلى تنوع المنتجات البحرية والمواد الغذائية ذات المصدر البحري.

 

ورأى ولد المحجوب أن تنظيم هذا الموسم الهادف لترويج المناطق الساحلية كوجهات سياحية وإبراز خصوصية تراثها وتنشيط الحركة الاقتصادية للفاعلين المحليين فيها، يتنزل في تجسيد توجيهات الرئيس محمد ولد الغزواني، المتعلقة بقضاء العطل في الوطن تشجيعا للسياحة الداخلية.