الأخبار (نواكشوط) – دشنت وزيرة البيئة والتنمية المستدامة مسعودة بنت بحام ولد محمد لغظف، اليوم الثلاثاء من قرية بغداد التابعة لبلدية أغشوركيت ثمانية مشاتل، موزعة على خمس ولايات، بقدرة إنتاجية سنوية تبلغ أربعة ملايين شجرة.
وتولت إقامة هذه المشاتل الوكالة الوطنية للسور الأخضر الكبير، بهدف تقريب خدمة إنتاج الشتلات من المناطق الواقعة على مسارھا، وتتوزع المشاتل على مناطق التدخل ذات الأولوية في مشروع السور الأخضر الكبير.
وتوجد مشتلتان من المشاتل الثمانية في مدينتي المذرذرة، وبير البركة بولاية الترارزة، واثنتان بقريتي بغداد وولد بوكصيص في البراكنة، واثنتان بقريتي كرو وبومديد بولاية العصابة، وواحدة في قرية ادويرارة بولاية الحوض الغربي، وواحدة في مدينة الشامي بولاية داخلت نواذيبو.
وزيرة البيئة والتنمية المستدامة مسعودة بنت بحام ولد محمد الأغظف وصفت تدشين هذه المشاتل بأنه يمثل خطوة عملية في اتجاه تعزيز القدرات الوطنية على إنتاج الشتلات وتوفير بنى تحتية مستدامة لمواكبة جهود التشجير، وإعادة تأهيل النظم البيئية المتدهورة خاصة على مسار الوكالة الوطنية للسور الأخضر الكبير وفق رؤية الرئيس محمد ولد الغزواني، وتجسيدا لأهداف برنامج الحكومة بإشراف الوزير الأول المختار ولد اجاي.
وأضافت الوزيرة أن هذه المشاتل تم إنجازها في مناطق مختلفة من البلاد وفق توزيع يراعي أولويات التدخل في إطار السور الأخضر الكبير، مردفة أن المشاتل مؤهلة، وسيتم تشغيلها بشكل تدريجي لتسهم في تعزيز وانتعاش الغطاء النباتي ودعم المبادرات البيئية المحلية.
ونوهت الوزيرة بجهود الوكالة الوطنية للسور الأخضر الكبير في تنفيذ هذا البرنامج، وشكرت الشركاء والتعاونيات التي ساهمت في إنجاز هذه المنشآت.
وأشارت الوزيرة إلى أن تحويل هذه المشاتل إلى مراكز إنتاج نشطة يتطلب تعبئة جهود جماعية منسقة تشمل مصالح قطاع البيئة والتنمية المستدامة والشركاء الفنيين والماليين والجهات والبلديات والتعاونيات لتصبح منصات محلية للإنتاج المكثف للشتلات وقاطرات حقيقية لمشاريع التنمية الريفية المستدامة.
ودعت بنت محمد الأغظف الشركاء الوطنيين والدوليين إلى تركيز جهودهم خلال المرحلة المقبلة على دعم تشغيل هذه المشاتل واستغلالها في أحسن الظروف مع إيلاء عناية خاصة للتكوين والابتكار المحلي بما يعزز جدواها على المديين القريب والبعيد.
وتعهدت الوزيرة بمواصلة قطاعها توفير الدعم التقني والمؤسسي بما يخدم أهدافها البيئية والتنموية في إطار رؤية شاملة ومتوازنة.
المدير العام للوكالة الوطنية للسور الأخضر الكبير سيدنا ولد أحمد اعل، رأى في كلمته أن تدشين هذه الشبكة الوطنية للمشاتل الجهوية الكبرى يمثل نقلة نوعية في أداء الوكالة الوطنية للسور الأخضر الكبير، وتجسيدا فعليا لتحول مؤسسي يجعل من الاستصلاح البيئي ركيزة للتنمية الريفية ولتعزيز الصمود في وجه آثار التغير المناخي.
ونبه ولد أحمد اعل إلى أن تدشين الشبكة يشكل مصدرا لفرص التشغيل والتمكين، مستعرضا ما عملته مؤسسته خلال السنوات الثلاث الماضية بكل عزم ومسؤولية في إنشاء هذه المشاتل التي تتوزع على مناطق التدخل ذات الأولوية في مشروع السور الأخضر الكبير.
وأكد ولد أحمد اعل أن اختيار المواقع خضع لمعايير فنية وبيئية واجتماعية، منها وفرة المياه الجوفية، وسهولة الولوج، ووجود طلب محلي متزايد على الشتلات والأشجار المثمرة والعلفية، وكذلك قربها من مناطق التدخل المستهدفة من طرف الوكالة الوطنية للسور الأخضر الكبير.
ونبه ولد أحمد اعل إلى تعدد مراحل تنفيذ البرنامج، حيث تم على ثلاث مراحل متكاملة، بدأت المرحلة الأولى في سنة 2023، بحفر الآبار الارتوازية وتجهيزها بأنظمة الضخ، والمرحلة الثانية بدأت سنة 2024 من خلال استصلاح الأراضي وتسييجها، أما المرحلة الثالثة، فقد تم فيها تركيب أنظمة الري وتهيئة المواقع للانطلاقة التشغيلية الكاملة.
وأشار إلى أن سبعا من هذه المشاتل ممولة من الموارد الذاتية للدولة بغلاف مالي بلغ 442 مليون أوقية قديمة في التجهيز والإنشاء، فيما تضم مشتلة بير البركة الأشجار المثمرة لدعم الاكتفاء الذاتي ورفع دخل الأسر الريفية وإنتاج نباتات الزينة والنباتات الطبية والعطرية ذات القيمة الاقتصادية العالية.