على مدار الساعة

في الفاتح من أغسطس.. نعم يحق للرئيس ان يتحدث 

30 يوليو, 2025 - 09:34
اباب ولد بنيوك

منذ أن تسلم الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني مقاليد الحكم في الفاتح من أغسطس 2019، دخلت موريتانيا مرحلة جديدة من تاريخها السياسي والاجتماعي والاقتصادي، عنوانها الأبرز: الهدوء في التسيير، والإنصاف في الإصلاح، والتوازن في إدارة الملفات الوطنية الكبرى.

 

تحول هذا اليوم عاما بعد عام إلى محطة رمزية يحتفل فيها الموريتانيون بمسار من العطاء والعمل الجاد والإنجازات الملموسة التي لامست همومهم، ولبت تطلعاتهم وعالجت اختلالات بنيوية تعود جذورها إلى نشأة الدولة الحديثة.

 

وبعد مرور ست سنوات، باتت معالم مشروع وطني متكامل تتضح أكثر فأكثر، مشروع يضع المواطن في صلب الاهتمام ويعيد الاعتبار لمؤسسات الدولة وهيبتها ويؤسس لعدالة اجتماعية واقتصادية ويشق طريق التنمية الشاملة والمستدامة بثبات.

 

أمن مستتب ودبلوماسية فاعلة

 

على صعيد الأمن والدبلوماسية، نجحت الدولة في إبعاد شبح الإرهاب والتطرف وبناء جبهة داخلية قوية وتحقيق استقرار سياسي نادر في محيط مضطرب. كما تمكنت السياسة الأمنية من ضبط ملف الهجرة غير الشرعية بفعالية.مما عزز صورة البلاد كشريك موثوق في مواجهة التحديات العابرة للحدود. وبفضل الدبلوماسية الهادئة تعزز حضور موريتانيا في المنتديات الدولية وترسخت مكانتها كفاعل موثوق في القضايا الاستراتيجية للمنطقة.

 

خطاب جامع ووحدة وطنية متماسكة

 

أما في ملف الوحدة الوطنية فقد تبنى الرئيس خطابا جامعا يقر بمظالم الماضي ويعمل على تجاوزها بروح الإنصاف.من خلال تجريم التمييز ومحاربة خطاب الكراهية وبناء مجتمع متماسك يقوم على المواطنة لا على الانتماءات الضيقة.

 

الدولة الاجتماعية واقع لا شعار

 

في هذا المسار، لم يعد الشأن الاجتماعي مجرد محور في الخطاب الرسمي بل أصبح مقاربة شاملة تتجسد في السياسات والبرامج والمبادرات التي أطلقتها الدولة.وفي مقدمتها برنامجا "أولوياتي" و"أولوياتي الموسع"، اللذان ساهما في تغيير وجه العديد من المدن والقرى، من خلال تعبيد الطرق وتوصيل شبكات المياه والكهرباء وتوسيع الخدمات الأساسية في مناطق كانت مهمشة لعقود.

 

كما أُنشئت المندوبية العامة للتضامن الوطني ومكافحة الإقصاء "تآزر"، التي شكلت عنوانا بارزا لتجسيد مفهوم الدولة الاجتماعية عبر تدخلات واسعة شملت مئات الآلاف من الأسر الهشة.وقدمت دعمًا مباشرا وغير مسبوق للفئات الأكثر فقرا.

 

إصلاحات بنيوية في التعليم والصحة

 

لم تكن هذه الرؤية الاجتماعية معزولة عن إصلاحات بنيوية طالت قطاعي التعليم والصحة.حيث تم اعتماد خطة وطنية لإصلاح المدرسة الجمهورية وبناء آلاف القاعات الدراسية واكتتاب آلاف المعلمين والأساتذة وتعزيز التكوين وتحسين ظروف المعلمين وفتح أبواب التميز أمام أبناء الفئات المحرومة.

 

وفي مجال الصحة توسعت التغطية الصحية وعززت تجهيزات المستشفيات والمراكز الصحية وتمت مواجهة جائحة كوفيد-19 بكفاءة وصرامة نالت إشادة دولية لما أظهرته الدولة من شفافية وانضباط في إدارة الأزمة ودعم للقطاع الصحي والكوادر الطبية.

 

تهدئة سياسية وحوار مستدام

 

في السياق السياسي، اختار الرئيس غزواني نهج التهدئة والانفتاح.ففتح أبواب القصر الرئاسي لجميع مكونات الطيف السياسي دون استثناء وأطلق مشاورات وطنية موسعة رسخت مفهوم الحوار كنهج مستدام لا كمجرد لحظة ظرفية وانتهت إلى اتفاق شامل بين كافة أطياف الساحة السياسية لحضور الحوار الذي أعلن عنه الرئيس في شهر رمضان المبارك.

 

تنمية متوازنة وعدالة مجالية

 

على الصعيد التنموي ساد منطق العدالة المجالية في توزيع المشاريع حيث جرى التركيز على تطوير قطاعات الزراعة والصيد والبيئة والأمن الغذائي باعتبارها ركائز حقيقية للسيادة الاقتصادية وضمانات لتحقيق الاكتفاء الذاتي. فتم استصلاح آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية، وتم تطوير البنية المينائية البحرية لتمكين آلاف الشباب الموريتانيين من الولوج إلى سوق العمل.

 

لقد كانت ست سنوات من البناء الهادئ والمثابرة اليومية، بعيدا عن الصخب والاستعراض، وكرست عهدا جديدا في العلاقة بين الدولة ومواطنيها، أساسه الثقة والعدالة، وتوجيه الجهد الوطني نحو ما ينفع الناس ويمكث في الأرض.