الأخبار (نواكشوط) – قال المدير العام للوكالة الوطنية للسور الأخضر الكبير سيدنا ولد أحمد أعلي إن الوكالة تمكنت خلال الفترة ما بين 2019 و2025 من إعادة تأهيل أكثر من 18,000 هكتار من الأراضي المتدهورة، عبر التثبيت الميكانيكي والبيولوجي، والتشجير، والبذر المباشر وغيرها.
وأشار ولد أحمد أعلي في مقال له تحت عنوان: "نعمل من أجل موريتانيا خضراء"، إلى أن حصيلة تدخلات الوكالة خلال الفترة التي سبقت 2019 لم تتجاوز حدود 100 هكتار من التثبيت الميكانيكي للرمال.
وأضاف ولد أحمد أعلي أن الوكالة أنشأت 91 مزرعة بيئية مجتمعية متكاملة، ساهمت في تعزيز الأمن الغذائي، وخلق مئات فرص العمل الخضراء، ورفع مستوى دخل الأسر الريفية، بعد أن أنجزت الوكالة مزرعة واحدة قبل عام 2019.
وتحدث ولد أحمد أعلي عن إدخال الوكالة تقنيات مبتكرة مثل البذر الجوي باستخدام الطائرات المسيّرة، وتقنية كرات البذور (seedballs)، وتوقيعها شراكات استراتيجية مع مؤسسات دولية مرموقة مباشرة أو عبر شركاء، منها وكالات الأمم المتحدة المخصصة، وصندوق المناخ الأخضر، وصندوق البيئة العالمي، والوكالة الفرنسية للتنمية، والاتحاد العالمي للمحافظة على الطبيعة، وأكاديمية العلوم الصينية وغيرها.
وأردف أن هذا المسار الذي وصفه بالطموح مكن الوكالة من الدخول في مرحلة جديدة، تتمثل في توسيع نطاق تدخلاتها، والشروع في استقطاب بعض التمويلات المهمة، مؤكدا أنها أعدت محفظة جديدة من المشاريع تشمل تسعة مشاريع كبرى، تهدف إلى تعبئة مزيد من الموارد بحلول عام 2030.
وأكد ولد أحمد أعلي أنه ما تزال هناك الكثير دون مستوى التحديات المتسارعة التي تفرضها وتيرة التصحر وتدهور الأراضي والضغوط المناخية المتنامية، مما يستدعي تكثيف الجهود، وتبني مقاربات استراتيجية فعالة، تُبنى على الوعي المجتمعي، والمشاركة الواسعة لكافة الفاعلين.
ووصف ولد أحمد أعلي تنظيم "الأسبوع الوطني للشجرة" خلال الفترة من 1 إلى 7 أغسطس 2025، بأنه مناسبة وطنية مفصلية تعبّر عن وعي جماعي متنامٍ بأهمية الغطاء النباتي في حماية التربة، وتعزيز الأمن الغذائي، والتخفيف من آثار التغير المناخي.
وأضاف أن هذه المناسبة إطلاق الحملة السنوية للبذر الجوي، مع توسيع نطاق المساحات والمناطق المستهدفة، بالإضافة إلى تنفيذ حملة تشجير وبذر مباشر على مساحة 4000 هكتار من الأراضي المتدهورة ضمن فضاء السور الأخضر الكبير، تشمل البذر اليدوي والجوي بالطائرات المسيّرة، إلى جانب غرس مئات الآلاف من الأشجار في مواقع بيئية حساسة مثل المحميات، ومواقع التثبيت الميكانيكي، والمدارس، والمراكز الصحية، والساحات العامة.
كما تحدث ولد أحمد أعلي عن تنظيم حملات وطنية واسعة للتوعية والتحسيس، مع تحفيز المشاركة الشعبية، خاصة من النساء والشباب، والمجتمع المدني، والمؤسسات التعليمية، وتسليط الضوء على أهمية المحميات الطبيعية والمناطق الرطبة كفضاءات بيئية وسياحية واعدة، وترسيخ ثقافة العيش المستدام في الوسطين الحضري والريفي.
ونبه ولد أحمد أعلي إلى أن نجاح هذا الأسبوع الرمزي، يتطلب تعبئة وطنية شاملة، وانخراطًا فعليًا من جميع الفاعلين، إدراكًا بأن حماية البيئة مسؤولية جماعية تتجاوز القطاع الحكومي إلى المجتمع بكل أطيافه.
ــــــــــــــــــــــــــــ
- لقراءة نص المقال اضغطوا هنا، أو زوروا ركن آراء