قبل أمس، اختُتمت فترة مناقشة مذكرات التخرج، التي حددتها الكلية لطلبة الماستر.
وبذلك، تكون كلية الاقتصاد والتسيير –وهي الكلية الأكبر من حيث عدد الطلاب– قد طوت فصلاً جديداً، من فصول التكوين الأكاديمي.
ومن نافلة القول أننا كأساتذة وطاقم تربوي؛ نبذل قصارى جهدنا، لتكوين طلبة متميّزين في مجالات تخصّصية، تُعد من بين المجالات الأكثر طلباً في سوق العمل، في القطاعين؛ العام والخاص.
كتبتُ هذه الحروف، وهي موجهة الى طلابي الأعزاء.
ملاحظة أخيرة
أحياناً تكتب فقط لأنك تحب الكتابة؛ وأراني دائماً أميل إلى تدوين كل صغيرة وكبيرة.. ربما هي حالة مرضية؛ وفيها "شوي من كثرة لخبار عند أهل لخيام.
.................
أعزائي؛ الطلبة والطالبات
أرجو أن يكون ختامُ سنتكم الدراسية هذه مسكاً وتفوقاً؛ وتميزاً ملهِماً ترتقون به بكل ثقة، إلى قابل المراحل الدراسية، وقادم المحطات العلمية والعملية.
وقد يقول بعضكم إنني كنتُ صارماً -أو ربما مبالغاً في الصرامة- خلال هذه الفترة، لكن صدّقوني، لم يكن لديّ خيار آخر، فالإشراف على أكثر من 50 طالباً في وقت واحد، يُشعر الأستاذ بثقل هذه المسؤولية العظيمة -مع مسؤوليات أخرى مصاحِبة- ولذلك يجد نفسه مجبراً علميّاً وأخلاقيّاً على التحلي بكامل اليقظة والصرامة والدقة؛ في هذا التحدي الضاغط.. وأرجو أن تؤتي جهودي/جهودكم أكلها، ونكون معاً قد أدّينا مهمتنا على أكمل وجه؛ وخرجنا بزاد محفِّز وضمير مرتاح، فهذا ما تمليه علينا مسؤوليتنا الشرعية والأخلاقية والأكاديمية.
ورغم الصعوبات الجمة؛ فقد كانت تجربة ثرية بالنسبة لي، أن أتابع خطوة بخطوة، تقدم كل واحد وواحدة منكم، بعين المشرف الموجِّه، والأستاذ الفخور بطلبته رغم ضغط الوقت والبحث. لقد رأيتُ أفكاراً تتبلور، ومشاريعَ تتكوّن، وطموحاتٍ تتشكل.. وهو ما يُحيل تعب أيام الإشراف والمتابعة، إلى شعور بمتعة الإنجاز، وشرف المساهمة في تكوين جيل قادر على الرقيّ علميّاً ومعرفيّاً.
بالنسبة لكم، تبدأ الآن مرحلة جديدة: مرحلة إنهاء الدراسة الجامعية، والانطلاق نحو الحياة المهنية. أما بالنسبة لنا كمدرسين، فإن المهمة لا تزال مستمرة: تكوين شباب موريتانيين، متسلحين بالأدوات الأكاديمية، قادرين على مواجهة تحديات الغد، هنا وهناك
وأؤكد لكم؛ أنني وزملائي، سنواصل التعلم، والتطوير الذاتي، وتحسين طرقنا في التدريس والإشراف. كما أن الكلية تسعى باستمرار إلى تحسين إجراءاتها، من أجل ضمان تكوين عالي الجودة، يتماشى مع المتطلبات الأكاديمية والمهنية.
وأنا مقتنع بأن ماستر “النقود، البنوك والمالية” تجسد مساراً أكاديميّاً متميّزاً، ويكفي أن نُشير إلى أن خريجينا السابقين، يشغلون اليوم مناصب مهمة في الإدارات العامة؛ وفي كبرى الشركات الخاصة.
وفي الختام، أوجّه إليكم أحرّ التهانئ والمباركة. وإن كنتُ قد بدوت قاسياً في ردودي على اتصالاتكم؛ أو رسائلكم، فأرجو منكم العذر والمسامحة، وتأكدوا أن ذلك لم يكن إلا بدافع الحرص على تقدمكم، والسعي في صقل مواهبكم وإبراز قدراتكم، وهو ما ستكشف لكم عنه الأيام القادمة؛ حين يجد أحدكم نفسه أمام مسؤولية جادة؛ تحتاج إلى قدرة وبراعة، ولا ينفع في أدائها التساهل أو التكاسل.
تهانينا لكم جميعاً، مع أطيب التمنيات في مساراتكم المستقبلية.
مع خالص التحية