الأخبار (نواكشوط) - من أجل تخطّي مُنعطف يقعُ بين أهم مرحلتين في التعليم الأساسي، وهو مسابقة ختم الدروس الإعدادية، دخل صباح اليوم أكثر من 74 ألف متسابق الفصول بوصفها قاعات لامتحان مرحلة تؤهلُ لدخول منافسات مراحل الثانوية.
تفاصيل التنظيم
واجهةُ المدارس التي يتولى الدرك تأمين محُيطها خلت من التجمهر، واكتفى رجال الدّرك الذين يأذنون بالخروج من أمام المراكز للمارّة العاديين فقط، منعا للتجمهر، إلاّ أنه على بُعد أمتارٍ من حواجز الأمن تحاط المراكز بأولياء أمور الطلاب، داخل السيارات، وتحت ظل الخيام المُشيدة ببساطة من خلال الملاحف، وبمُحاذات باعة المواد الغذائية مؤقتا خلال أيام الامتحانات وعلى مشارف الطرق.
بينما كانت المدارسُ التي يتولى الشرطة تأمينها، في المشهد العادي المعروف، يُعانقُ الوكلاء الأطفال الممتحنين قبل دخول الفصول، فيما تظهر ابتسامات خفيفة على مُحياهم قبل أن تتحول لوجوه المُمتحنين بسرعة وهم يديرون أظهرهم مُتجهين لقاعات الامتحان.
كواليس الوكلاء والمُتسابقين
تتباينُ انشغالات الوُكلاء بين من يُصلي، ومن يقرأُ، مع جماعات تُناقش قضية طرح الأسئلة والرقابة، والتصحيح، ونفسيات الطلاب، في حين ينصرف آخرون إلى نقاش قضايا خارجة عن نطاق الامتحان.
ملامح المشاركين في المسابقات تتغيرُ وهم يتفقدون وثائقهم المطلوبة لإجراء الامتحان، قبل أن يلجوا باب المدرسة، بعد أن يتفقدهم الأمني الواقف بالبوابة ويستقبلهم بعصاه التي تكشفُ ما يُحظر الدخول به، إذ يمررها ذهابا وإيابا، ثم يسمحُ بالدخول.
خلفَ المشاركين تقف أمهات ينفثنَ ما يرددن من دعاء على آثار الأبناء، وترفع بعضهن الصوت عاليا بالوصايا المختلفة، من تشديد على ضرورة التركيز أثناء الإجابة، وعدم نسيان الدعاء، والاتكال على الله.
يتوارى المتسابقون ذكورا وإناثا خلف ساتر حائط المدرسة مدة الوقت المحدد للخروج من قاعة الامتحان قبل أن يخرجوا بتعابير وجوه متباينة.
انتقاد وتبرير
تباينَ تقويمُ الطلاب لانطلاق المسابقة، في سهولة طرح الأسئلة وصعوبتها، وكذا درجات الحرارة بالفصول، وطريقة تعامل المراقبين، وأساليبهم في القيام بمهامهم.
انتقد المُتسابق آمادو انيانغ ضيق الوقت المحدد للإجابة، وتأخير توزيع المواضيع وفق قوله، فيما أكدت رقية بنت اعل بشدّة على ارتفاع درجات الحرارة بالفصول.
بينما وصفت المشاركة في المسابقة خدي بنت محمدو ظروف الامتحانات بالجيدة والهادئة، مؤكدة أنها مُعينة على التركيز.
وبررت المشاركة امباركة بنت أحمدناه، تصريحات الذين ينتقدون ضيق الوقت بأنهم ربما من لم يُطبقوا سابقا كيفية المعاملة مع الأسئلة، لأنه سيتطلب منهم تفكيرا وجهدا لم يبذلوه سابقا.
بنت احمدناه دعت المصححين إلى مراعاة نفسيات الطلاب الذين درسوا تسعة أشهر تخللها تعب، وكّد، وحزن، واكتئاب، وفرح، والتركيز على إنجاز مهمتهم.
المُعلمة، فاطمة الشيخ، نوهت بدور الأمن في تسيير عملية الامتحان، ونقلت عن المشاركين في المسابقة شكواهم من الحرارة، ومُطالبتهم بإتمام الوقت المُحدد لهم، وعدم سحب الأوراق منهم قبل انتهاء الوقت بشكل نهائي.
إجراء تقليدي
في خطوة تقليدية، قطعت السلطات خدمة الإنترنت، طيلة ساعات الامتحان، مما أدى بالمرابطين في محيط المراكز إلى الدخول في نقاشات مُتشعبة، وفي مواضع مختلفة، شغلا لوقت الانتظار.
ودأبت الحكومة منذ سنوات على قطع خدمة الإنترنت عن الهواتف المحمولة تزامنا مع مواسم المسابقات الوطنية، خصوصا الباكلوريا التي تنطلق مطلع الأسبوع القادم.