الأخبار (نواكشوط) - يشكو سكان حي "ترحيل 16" بمقاطعة الرياض في ولاية نواكشوط الجنوبية، من غمر مياه المستنقعات لمنازلهم، مما أثر على ظروف حياتهم، دفعت نساء الحي إلى تنظيم اعتصام قرب المنطقة المتضررة، مطالبات بتدخل عاجل من السلطات لوضع حد لمعاناتهن المتكررة.
ويؤكد سكان المنطقة في تصريحات لوكالة الأخبار المستقلة، أن عشرات الأسر المرحّلة من مقاطعة عرفات ترزح تحت وطأة أزمة بيئية واجتماعية متفاقمة، وسط محيط تحاصره المياه وتغزوه الأمراض وتخنقه الوعود المؤجلة.
نساء في خيمة الاحتجاج
احتجاجًا على الوضع الذي تصفنه بالكارثي، دخلت نساء الحي في اعتصام مفتوح، نصبن خلاله خيمة بسيطة بالقرب من المستنقعات التي تغمر أطراف منازلهن، في محاولة للفت أنظار الجهات المعنية إلى مأساة يومية.
وقالت داده بنت ميمين إنهن مجموعة من المواطنين المرحلين من مقاطعة عرفات، إلى منطقة الترحيل 16 بالرياض، عام 2010، الذي كان آنذاك منطقة صلبة، ليتحول بعد فترة إلى منطقة مغمورة بالمياه.
وأضافت بنت ميمين أن بعض الأسر اضطرت إلى التخلص من أمتعتها بالكامل بعد أن أتلفتها المياه التي غمرت المنازل، مشيرة إلى أن الأفرشة باتت مصدراً للروائح الكريهة نتيجة تشبعها بالماء.
وذكرت بنت اميمين، أن انتشار هذه المياه أضحى مصدر ضرر بالغ للسكان، مردفة أنها أضحت مصدر معاناة صحية وبيئية تهدد حياة الجميع دون استثناء، خاصة الأطفال والنساء وكبار السن.
انتشار الأمراض وتعذر النقل
بدوره، محمد المصطفى ولد الحسن وهو أحد سكان الحي، تحدث عن انتشار الأمراض بين الأطفال بسبب تلوث البيئة، متحدثا عن ظهور بعض الأمراض المعدية بين صفوف الأطفال وكبار السن.
وشدد ولد الحسن على خطورة المياه التي تغمر منازلهم، مضيفاً أن الوضع بات لا يُحتمل ويستدعي تدخلاً سريعاً من الجهات المعنية.
وذكر ولد الحسن أن سيارات الأجرة ووسائل النقل، ترفض الدخول إلى الحي بسبب غمر المياه للطرق، مما يعزل السكان عن بقية المدينة.
المسجد محاصر
إمام مسجد الحي أحمد سالم ولد محمدن، قال إن المصلين يواجهون صعوبات جمة بسبب دخول المياه إلى المسجد، فضلًا عن انبعاث روائح كريهة لا تطاق، مما يُعقّد أداء الصلوات ويزيد من معاناة الأهالي.
وأضاف ولد محمدن أن السكان يرون في هذه المياه مستنقعات راكدة، في حين أكدت فرق الخبراء التي أرسلتها الوزارة أنها مياه جوفية، مشددًا على أن نوعها لا يغيّر من واقع الضرر الذي تسببه، ومطالبًا بإزالتها بشكل عاجل حفاظًا على صحة وسلامة السكان.
وشدد ولد محمدن، على أن المنطقة لم تعد صالحة للسكن، إذا لم تقم الحهات المعنية بمعالجة خطر هذه المياه التي تغمرها.
مطالب وآمال
وسط هذه المعاناة اليومية، يطالب سكان حي الترحيل 16 بحلول جذرية لا تُبقيهم أسرى المياه الراكدة ولا تُجبرهم على التعايش مع الأذى.
وبين مناشدات بتوفير البنى التحتية الأساسية، وتطلعات لتعويضات عادلة في حال الترحيل، تتنوع الآمال التي يجمعها هدف واحد متعلق بحل الأزمة ورفع الأذى.
الناجية محمد المعلوم، وهي إحدى ساكنات الحي، تقول إن اعتصامهن متواصل، حتى يتحقق مطلبهن المتمثل في إنشاء صرف صحي وإزالة المستنقعات، مشددة على أنهن قابلن جميع المنتخبين والإداريين في المنطقة بشأن مشكلتهم.
وشددت بنت محمد المعلوم، على ضرورة إيجاد حل جذري لهذه الأزمة المستمرة منذ سنوات، معتبرة أن تقاعس السلطات قد يفاقم من معاناة السكان في موسم الأمطار.
من جهتها زينب بنت عبد الله، وهي من سكان الحي، تقول إن السكان لا يرفضون إعادة الترحيل من جديد، "ولكن إن كان ذلك خيار الدولة، فعليها أولاً تعويضنا بما يتطلبه البنيان والسكن الكريم، حتى لا تتحول المبادرة إلى نكبة جديدة.
وتجدد بنت عبد الله، الدعوة إلى الإسراع في إيجاد حل سريع وجذري للأزمة التي "سئمنا العيش فيها، وعطلت مصالحنا، وتسببت في إصابة بعضنا بالأمراض".