على مدار الساعة

ندوة بنواكشوط تناقش أزمات منطقة الساحل وتداعياتها على موريتانيا

24 يونيو, 2025 - 02:38

الأخبار (نواكشوط) – نظم مركز الساحل للخبرة والاستشارة مساء الاثنين في نواكشوط، ندوة تناولت أزمات الإقليم الساحلي وانعكاساتها المحتملة على الأمن الموريتاني، وسبل التصدي لها، وذلك بمشاركة مسؤولين سابقين وباحثين وقادة عسكريين.

 

رئيس المركز، محمد آبه سيدي الجيلاني، أكد أن الندوة تأتي في إطار مسؤولية المركز تجاه الوطن والمنطقة، ومن أجل نقاش علمي هادئ حول موضوع من أكثر المواضيع أهمية في السياقين الإقليمي والوطني.

 

وأضاف أن الندوة تندرج ضمن خطة شاملة ينفذها المركز، تهدف إلى دراسة التحديات المطروحة، ووضعها أمام نخبة من الخبراء والمختصين القادرين على الفهم والتشخيص والتحليل، سعياً لاستخلاص حلول واقعية وعلمية.

 

الباحثة في المركز فاطمة بنت انجيان قدمت ورقة تأطيرة للندوة أكد فيها أن منطقة الساحل الإفريقي تمر بتحولات جذرية، تمس بنيتها الأمنية والسياسية، بفعل تفاعل عوامل معقدة ومتعددة، أبرزها تصاعد نفوذ الجماعات المسلحة غير النظامية وتوالي الانقلابات العسكرية.

 

وأوضحت بنت انجيان أن هذه التحولات أعادت رسم المشهد الجيوسياسي للمنطقة، حيث بات العنف أكثر تجذرا، والدول أقل قدرة على الاستجابة للتحديات.

 

وأشارت إلى أن مالي وبوركينا فاسو والنيجر وتشاد شهدت توسعاً غير مسبوق في نفوذ الجماعات المسلحة، بلغ حد تهديد دول خليج غينيا، كما هو الحال في جمهورية بنين.

 

كما تناولت تطور استراتيجيات الجماعات المسلحة التي باتت تعتمد على تكتيك مزدوج يقوم على "خنق العواصم عبر عزلها" و"فرض السيطرة على المناطق النائية"، حيث تغيب الدولة وتفشل في تقديم الخدمات، تفادياً لتكرار سيناريو 2012، الذي أدى إلى تدخل عسكري دولي.

 

ولفتت بنت انجيان إلى أن دول الساحل تعيش في ظل عزلة سياسية ودبلوماسية متزايدة بسبب تداعيات الانقلابات، مما أدى إلى تفكك التحالفات الإقليمية، وتراجع الدور الغربي التقليدي، مقابل بروز فاعلين جيوسياسيين جددا.

 

وأكدت بنت انجيان في الورقة التأطيرية أن هذه المعطيات تركت دول الإقليم في حالة هشاشة، تعاني من أزمات اقتصادية خانقة، وانهيار في الخدمات، وضعف للدولة المركزية، وهو ما يفرض تحديات أمنية إضافية على دول الجوار، وعلى رأسها موريتانيا.

 

وأضافت: "من هنا كان من الضروري، كمركز بحثي مستقل، أن نفتح نقاشا معمقا، بعيدا عن التناول السطحي الإعلامي، سعيا لفهم جذور الأزمة واستشراف سبل الوقاية من آثارها".

 

وشددت بنت انجيان على أهمية أن تكون هذه الجلسة منصة لصياغة مقترحات واقعية قابلة للتنفيذ، تراعي خصوصية موريتانيا في موقعها، وتركيبتها، وواقعها الأمني والاجتماعي.

 

وناقشت الندوة عدة محاور أبرزها التحولات الاستراتيجية للجماعات المسلحة في الساحل: من السيطرة إلى التمكين الريفي وخنق المدن، وانهيار الدولة في الإقليم: قراءة في تراجع الشرعية والخدمات، والانعكاسات المحتملة على موريتانيا: أمنيا، اقتصاديا، واجتماعيا، والإجراءات القانونية الممكنة لبناء جدار صد استباقي، والأجندات الدولية وأثرها على أمن واستقرار المنطقة والإدارة الوطنية والإقليمية.

 

وترأس الندوة المبعوث الأممي السابق أحمدو عبد الله، وشارك في تقديم العروض كل من الخبير في الجماعات المسلحة محمد محمود أبو المعالي، والعقيد المتقاعد سيدي ولد اعل صافي، والوزير الأسبق محمد فال بلال.

 

وشهدت الورشة نقاشات معمقة بمشاركة عدد من الخبراء والمختصين والإعلاميين والأمنيين.

 

ــــــــــــــــــــــــــــ

- لمتابعة الندوة اضغطوا هنا، أو زوروا صفحة الأخبار على فيسبوك