على مدار الساعة

قبيل استئناف الصيد.. صيادون يسابقون الزمن ويعددون شكاواهم ومطالبهم

22 يونيو, 2025 - 21:48

الأخبار (نواذيبو) - يُسابق مئات الصيادين التقليديين الزمن لإكمال تحضيراتهم قبيل الإبحار في زوارق الصيد الجمعة المقبل، بعد أن حددت وزارة الصيد هذا التاريخ موعدا لاستئناف الصيد مجددا.

 

وبدت الحركية تنتعش في أورقة ومداخل الميناء، حيث تزاحم الصيادون المتعطشون للإبحار عبر زوارقهم بحثا عن صيد مليء بالإخطبوط بعد انتهاء الراحة البيولوجية.

 

وتقاسم الصيادون الأدوار في تجهيز الزوارق، واستجلاب المعدات، واستكمال التجهيزات الضرورية قبل الإبحار، فيما تراوحت مشاعرهم وملاحظاتهم، وتعددت مطالبهم وشكاواهم.

 

استئناف استثنائي
المستثمر يسلم ولد لكيرع وصف استئناف الصيد الحالي بـ"الاستثنائي"، مرجعا ذلك إلى أن الدولة طلبت منهم الامتثال لضوابط ونظم قبلوا بها بحكم قدوم وفد من الاتحاد الأوروبي إلى نواذيبو، وحفاظا على الجودة والمعايير المطلوبة.

 

وقال ولد لكيرع في تصريح لوكالة الأخبار المستقلة إنهم بذلوا جهودا في تعبئة الصيادين على استيعاب أهمية الاستجابة لطلبات الدولة من أجل التقيد بالمعايير والنظم المطلوبة، داعيا السلطات إلى تقنين "فترة 15 يوما" للصيادين التقليديين، والحفاظ عليها بوصفها مطلبا ملحا لكافة الصيادين التقليديين ينبغي الاستجابة له.

 

واستغرب ولد لكيرع عدم توفر المياه في ميناء خليج الراحة، وضعف الكهرباء، وعدم اكتمال الشبكة الطرقية في الميناء، مشيرا إلى أن اليد العاملة ما تزال غير متوفرة بالأعداد المطلوبة.

 

واشتكى ولد لكيرع مما أسماه مضايقة الصيادين التقليديين، متسائلا عن السبب الحقيقي في عدم تنفيذ الشبكة الطرقية وتأخر أجالها، مؤكدا أنهم لا يمانعون من الاستجابة لأي إجراء يصب في المصلحة العامة

 

تضييق وضعف إقبال
الصياد المامي ولد أحمد اشتكى مما أسماه "التضييق" على الصيادين التقليديين، من خلال اشتراط ميناء خليج الراحة قطع بطاقات في ظرف كان يفترض أن تراعى فيه ظروف الصيادين القادمين من الداخل.

 

واستغرب ولد أحمد من ضعف الإقبال من قبل الصيادين حتى الآن، مرجعا الأمر إلى الاضطراب الحاصل في عدم إشعارهم في الوقت المناسب بتاريخ استئناف نشاط الصيد وتأرجحه ما بين 25 يونيو كما تم إخبارهم قبل أيام قبل أن يفاجأوا منذ البارحة بتأجيلها يومين.

 

وطالب ولد أحمد الرئيس ووزير الصيد بأن يمنحوا لفتة خاصة للصيد التقليدي بوصفه رافدا مهما ينبغي أن يحظى بالدعم لما يوفر من فرص عمل لعشرات الآلاف من المواطنين.

 

وقاسمه الرأي الصياد أعمر ولد عالي، وخصوصا حول ملاحظة ضعف إقبال الصيادين التقليديين لحد اللحظة، على الرغم من أنه لم يعد يفصلهم عن موعد است استئناف الصيد سوى أيام قليلة.

 

ورأى ولد عالي أن إجراءات ميناء خليج الراحة مسألة لا تستحق كل هذا، معتبرا أن التعامل مع المواطن يجب أن يختلف عن التعامل مع الأجنبي، مطالبا بعدم مضايقة المواطنين، ومنعهم من دخول مرفق عمومي.

 

الصياد محمد لمام وصف الإقبال من قبل الصيادين بـ"الخجول"، مشيرا إلى أن إدارة الميناء تتعاطى بانسيابية، وفي غالب الأحايين تتفهم ظروف الصيادين.

 

ورأى ولد لمام أنهم كصيادين يواجهون مشاكل من أبرزها تصنيف الإخطبوط، وغلاء المحروقات، وقلة اليد العاملة، إضافة إلى ضعف مردودية القطاع بصورة عامة في السنوات الأخيرة.

 

ارتباك واضح
الصياد التقليدي سيدي لقظف تحدث عن ارتباك في تنظيم المجال، مقدما مثالا على ذلك تاريخ استئناف الصيد بعد توقيفه، حيث إنهم أبلغوا عند بدايته بأنه سيستمر لشهرين، قبل أن يتم تداول معلوماته عن استئنافه يوم 25 يونيو، ليصدر قرار في النهاية بتحديد يوم 27 يونيو.

واستغرب ولد لقظف إغلاق بوابات الميناء في وجه الصيادين، واشتراط استجلاب وثائق من خفر السواحل، لافت إلى أنه تم إخبارهم أنه بعد مغادرتهم يجب عليهم أن يبقوا في البحر إلى غاية 8 يوليو.

 

واستغرب ولد لقظف عدم التشاور معهم بخصوص القرارات التي تم اتخاذها، أو سيتم اتخاذها، وكذا عدم شرحها لهم كما ينبغي، وتعقيد إجراءات الانطلاقة، واصفا ظروف غالبية الصيادين بأنها بالغة الصعوبة، ومشاكلهم عديدة.

 

توضيحات رسمية
مسؤول الاتصال بميناء خليج الراحة عبد الله يعقوب نفى أن يكون الميناء قد ضيق على الصيادين، معتبرا أن كل ما في الأمر أن الميناء اتخذ إجراءات ضبط وتنظيم بدأت قبل شهرين.

 

وأكد ولد يعقوب أن الأمور كانت تسير بانسيابية، ومع تدفق الصيادين مع اقتراب استئناف الصيد بدأ الضغط على الميناء، مشيرا إلى أنهم يتفهمون حجم الإقبال، ولذا سمحوا للصيادين بالدخول بمجرد حمل بطاقة التعريف.

 

واعترف يعقوب في تصريح لوكالة الأخبار المستقلة بوجود مشكلة في المياه، وأرجعها إلى أن الكمية المخصصة من طرف شركة المياه للميناء لا تكفي، منبها إلى وجهوا طلبا لشركة المياه بزيادة الكمية.

 

وتوقع ولد يعقوب أن يتم التغلب على المشكل في غضون أسبوع أو أسبوعين.

 

فيما أرجع تأخر إنجاز شبكة الطرق إلى الشركة المنفذة، مؤكدا أنهم راسلوها عدة مرات بشأن القضية، وبررت الخطوة بعراقيل، معتبرا أنه غير مبرر من قبل إدارة الميناء.

 

وخلص مسؤول الاتصال إلى أن إدارة الميناء اتخذت سلسلة تدابير من أجل مواكبة الانطلاقة، وترابط على مدار الساعة بحكم قرب استئناف نشاط الصيد التقليدي، مردفا أن العمل يجري في منطقة "البونتيه" من أجل تحويلها إلى منطقة تفريغ الأسماك بغية تجهيزها.