على مدار الساعة

قراءة أولية في الحرب الإيرانية الإسرائيلية

16 يونيو, 2025 - 02:04
سيد امحمد أجيون

اندلعت شرارة الحرب الجديدة في الشرق الأوسط، بعد أن بادرت إسرائيل بتكثيف عملياتها العسكرية ضد البرنامج النووي الإيراني، عبر اغتيالات دقيقة وغارات مركزة، تم تنفيذها بتنسيق وثيق مع الولايات المتحدة الأمريكية، الداعم الاستراتيجي الأول لتل أبيب، والحاضن التاريخي لمشروعها التوسعي في المنطقة.

 

لكن الرد الإيراني لم يتأخر… وللمرة الأولى، تعرضت تل أبيب نفسها لضربات مباشرة، طالت مواقع حيوية – بعضها معروف، وبعضها ظلّ بعيداً عن الأضواء – ما أربك حسابات المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، وأحدث صدمة في أوساط حلفائها.

 

المفاجأة لم تكن في الرد بحد ذاته، بل في سرعة اتخاذ القرار الإيراني، وفي نوعية السلاح المستخدم ودقته، خاصة أنه التزم – بخلاف ما دأبت عليه آلة الحرب الإسرائيلية – بقواعد أخلاقية، فلم يستهدف المدنيين ولا الأحياء السكنية.

 

وعلى الرغم من تصاعد وتيرة العمليات العسكرية واستخدام أسلحة عابرة للأجواء وباهظة الكلفة في كل الأطراف، إلا أن هذه الحرب، على ما يبدو، لن تطول.

 

فطبيعتها المحدودة، وأهدافها المحسوبة، وضغوط القوى الدولية، ستقود على الأرجح إلى احتوائها قبل أن تنزلق إلى صراع إقليمي مفتوح.

 

وفي خضم هذه التحولات، تجد دول المنطقة نفسها أمام منعطف استراتيجي، لا يحتمل التردد أو الغموض.

 

فالحياد في لحظة حاسمة كهذه قد يتحول إلى عبء سياسي وأمني.

 

إن ما يجري يمثل – من منظور كثيرين – فرصة تاريخية لإعادة النظر في مسارات التطبيع، ولمواجهة مشروع الاستيطان الإسرائيلي، الذي بات بمثابة "الورم" الذي يؤرق الضمير الإنساني العالمي، في ظل تزايد الدعم الشعبي والسياسي للقضية الفلسطينية على مختلف الجبهات.

 

إن الحسم، هذه المرة، قد لا يكون عسكريًا بالكامل، لكنه سيكون بالتأكيد سياسيًا وأخلاقيًا، وسيُسهم في رسم ملامح شرق أوسط جديد، يُعاد فيه تعريف موازين الردع والهيمنة، وتُطرح فيه الأسئلة القديمة من جديد: من يملك حق الدفاع واقعًا وعمليًا؟ ومن يمتلك شرعية البقاء قبل دخول الحلفاء على خط المواجهة؟