لا يخفى على أحد أن واقع المسلمين اليوم من الخذلان والوهن وتجرؤ أحقر أعدائهم عليهم وضربهم في كل مكان وتبجحه بتغيير الشرق الأوسط وصناعة شرق أوسط جديد وكتابة معادلة جديدة يجسد مظهرين هما الأشنع في تاريخ الأمة: "الذل" و"الإهانة".
لنسأل ما أسباب ذلك!
الجواب:
يعتقد محبو الخلاصات البسيطة والنتائج السهلة أن الأنظمة الحاكمة للشعوب المسلمة بالوكالة عن الغرب والجاثمة على صدورها منذ حوالي قرن من الزمن هي سبب ذلك لكن الحقيقة المرة والناصعة أن السبب الحقيقي إنما هو أنا... وأنت... ونحن!
قال الله تعالى {أَوَ لَمَّآ أَصَٰبَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَٰذَا ۖ قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍۢ قَدِيرٌ} آل عمران الآية 165
قال صلى الله عليه وسلم: (إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا..) رواه أحمد وأبو داود.
قال صلى الله عليه وسلم: (يُوشِكُ الأممُ أن تداعَى عليكم كما تداعَى الأكَلةُ إلى قصعتِها. فقال قائلٌ: ومن قلَّةٍ نحن يومئذٍ؟ قال: بل أنتم يومئذٍ كثيرٌ، ولكنَّكم غُثاءٌ كغُثاءِ السَّيلِ، ولينزِعنَّ اللهُ من صدورِ عدوِّكم المهابةَ منكم، وليقذِفَنَّ اللهُ في قلوبِكم الوهْنَ. فقال قائلٌ: يا رسولَ اللهِ! وما الوهْنُ؟ قال: حُبُّ الدُّنيا وكراهيةُ الموتِ" صحيح أبي داود.
إذا أسباب الوهن والذلة الرئيسة هي:
- الربا،
- حب الدنيا والركون إليها،
- ترك الجهاد
يبقى السؤال الأكبر والأهم كيف الخروج من هذا الذل!
قال تعالى: {عسى ربكم أن يرحمكم وإن عدتم عدنا}، قال صلى الله عليه وسلم (لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم).
إذا لا يكون التغيير والخروج من عباءة الذل والهوان التي ألبس المسلمون أنفسهم إياها إلا بالعودة والرجوع إلى دين الله تعالى، ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها.. {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}، {وما النصر إلا من عند الله}، {وإن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم} {إن ينصركم الله فلا غالب لكم}، {ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عزيزا حكيما}.
دعونا نطلقها صرخة قوية مدوية ترج أركان الدنيا بأسرها بالعودة إلى دين الله عز وجل، عودة شاملة كاملة لدين الله عز وجل.. عقيدة، شرعة، منهاجا، حاكمية، أخلاقا، سلوكا، ومعاملات.
لنأخذ السبب الأول من أسباب الذل وهو الربا: دعونا نطلق شعار: "أمة بلا ربا"، لنتعاهد جميعا ونعقد الميثاق أن لا يأكل أحد منا ربا ولا يتعامل به ولا يعمل به ولا يسنده ولا يقربه ولا يسكت عليه ومن كان عاملا فيه فليجسد حب الله والدار الآخرة وليخرج من عمله ذلك، ورزقه على الله، وكل مؤسسة مالية أو مصرفا ربويا فإما أن يتوقفوا عن الربا أو أن نوقف التعامل معهم وبكل شكل من الأشكال ونحاربهم كما حاربهم الله ورسوله {يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله}.