إفريقيا.. إدانات واسعة لـ"إسرائيل" وتضامن مع إيران ودعوات لخفض التصعيد

الأخبار (نواكشوط) - عبرت عدد من الدول والمنظمات الإفريقية عن إدانتها "الشديدة" للهجمات الإسرائيلية على إيران، وحذرت من تداعياتها على كامل منطقة الشرق الأوسط، كما حثت على التفاوض والحوار.

 

وبالمقابل، أعربت بلدان أخرى في القارة عن تضامنها مع إيران إزاء "العدوان الإسرائيلي" عليها، فيما التزمت بعض الدول الإفريقية الصمت بشأن الهجمات الإسرائيلية التي بدأت فجر الجمعة واستهدفت مواقع عسكرية ونووية إيرانية، مخلفة مقتل قادة عسكريين، وعلماء نوويين، فضلا عن عدد من المدنيين.

 

الاتحاد الإفريقي والجامعة العربية

في بيان رسمي لرئيس مفوضيته محمود علي يوسف، أعرب الاتحاد الإفريقي عن بالغ القلق إزاء شن جيش الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية على إيران، ودعا إلى "الوقف الفوري لكافة أشكال الأعمال العدائية".

 

وطالب الاتحاد الإفريقي جميع الأطراف بأن تمارس "أقصى درجات ضبط النفس"، مشيرا إلى أن هذه التطورات "تشكل تهديدا جديا للسلم والأمن الدوليين".

 

وجدد الاتحاد الإفريقي تأكيد "التزامه الثابت بدعم السلام، والحوار، والحلول السلمية للنزاعات"، داعيا إلى "تغليب العقل والحلول الدبلوماسية لتفادي المزيد من التدهور في المنطقة".

 

ومن جانبها، عبرت جامعة الدول العربية عن إدانتها للهجمات الإسرائيلية على الأراضي الإيرانية، مؤكدة أنها "تشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي".

 

ودعت الأمانة العامة للجامعة العربية في بيان لها إلى "تدخل حاسم وفوري من المجتمع الدولي لوقف هذه الهجمات التي تهدد بإشعال المنطقة".

 

وشددت الجامعة العربية التي يتولى أمانتها العامة أحمد أبو الغيط، على ضرورة "احتواء التصعيد وعدم ترك الأمور تخرج عن السيطرة".

 

شمال إفريقيا.. إدانات وتضامن

تباعا، توالت بيانات التنديد بالهجمات الإسرائيلية والتضامن مع إيران، رسميا وشعبيا في معظم دول شمال القارة الإفريقية.

 

وفي هذا الإطار عبرت موريتانيا عن إدانتها واستنكارها الشديدين للهجمات الإسرائيلية، معتبرة إياها "انتهاكا لسيادة إيران وخرقا لميثاق الأمم المتحدة".

 

ودعت في بيان لوزارة خارجيتها المجتمع الدولي إلى "الضغط لوقف هذه الهجمات، والعمل من أجل احتواء التصعيد"، مؤكدة أن "الأزمات التي تواجهها المنطقة لا يمكن حلها إلا عبر الحلول السياسية والسلمية".

 

كما أصدرت عدد من الأحزاب السياسية الموالية والمعارضة في موريتانيا، بيانات تندد بـ"العدون" الإسرائيلي على إيران، وتؤكد التضامن معها.

 

ومن جانبها استنكرت مصر في بيان لوزارة خارجيتها "العمل غير المبرر الذي سيؤدي الى مزيد من إشعال فتيل الأزمة ويقود إلى صراع أوسع في الإقليم".

 

وأكد لاحقا وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني عباس عراقجي، رفض مصر وإدانتها "للتعدي على سيادة الدول وانتهاك وحدة وسلامة أراضيها".

 

كما أدانت مؤسسة "الأزهر الشريف" في مصر "العدوان الصهيوني على إيران"، وطالبت في بيان لها بـ"وقف الانتهاكات الصهيونية المتكررة بحق دول المنطقة وشعوبها".

 

وبدورها حذرت وزارة الخارجية الجزائرية في بيان لها "من مغبة مجاراة غطرسة وتجبر الاحتلال الإسرائيلي"، مضيفة أن "هذا العدوان (على إيران) ما كان ليكون لولا اللا محاسبة واللا معاقبة واللا مساءلة التي يحظى بها المعتدي".

 

ومن جانبها نددت وزارة خارجية حكومة الوحدة الوطنية الليبية المعترف بها دوليا، بالغارات الجوية على إيران، معتبرة إياها "تشكل انتهاكا صارخا للسيادة الإيرانية، وخروجا عن قواعد ومبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة".

 

قلق كيني وجنوب إفريقي

في بيان له، أكد وزير الخارجية الكيني كورير سينغوي أن حكومة بلاده "تتابع باهتمام بالغ" التطورات المتعلقة بالضربات الإسرائيلية على إيران، محذرا من أن "خروجها عن السيطرة" قد تكون له "تداعيات خطرة على السلام والأمن الإقليميين والعالميين".

 

وحث سينغوي "إسرائيل وإيران على ضبط النفس والسعي إلى حل سلمي للتحدي السائد الذي أدى إلى التصعيد الحالي، بما يتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة".

 

كما أعربت جنوب إفريقيا عن "قلقها العميق" إزاء الهجمات التي شنتها إسرائيل على أهداف داخل إيران، مضيفة أنها "تراقب بقلق بالغ الآثار المترتبة على السلامة والأمن النوويين".

 

وتقدمت جنوب إفريقيا "بخالص تعازيها لحكومة جمهورية إيران الإسلامية ولأسر جميع الضحايا"، مؤكدة التزامها الراسخ "بحل النزاعات سلميا"، وحثت "جميع الأطراف على أقصى درجات ضبط النفس"، داعية إلى "تكثيف الجهود الدبلوماسية بشكل عاجل لتهدئة التوترات وتعزيز الاستقرار في الشرق الأوسط".

 

دعوة لقطع العلاقات مع إسرائيل

في السنغال، دعت "الجبهة من أجل ثورة شعبية إفريقية مناهضة للامبريالية" حكومة البلاد إلى قطع العلاقات مع إسرائيل، واصفة إياها بـ"شرطي الامبريالية الجماعية" التي تقودها "الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي".

 

وعبرت الجبهة في بيان لها عن إدانتها لـ"سياسة عدوانية تندرج ضمن منطق أوسع، يتسم بالتدخلات العسكرية في فلسطين وسوريا ولبنان".

 

واعتبرت أن الهجمات الإسرائيلية على إيران "خطوة إمبريالية، تهدف إلى منع طهران من امتلاك أسلحة نووية"، مؤكدة أن إسرائيل "لا تملك أي شرعية لمنع دولة أخرى من امتلاك (السلاح النووي)".

 

ومن جانبها دعت نيجيريا المجتمع الدولي، وخاصة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، إلى "تكثيف الجهود من أجل خفض فوري للتصعيد" الإسرائيلي الإيراني، محذرة من أن يقود ذلك إلى "تفاقم الأعمال العدائية في الشرق الأوسط".

 

وحث بيان للخارجية النيجيرية على "ضبط النفس"، معتبرا أن استمرار التصعيد "لا يعرض حياة المدنيين للخطر فحسب، بل يهدد أيضا بدفع منطقة الشرق الأوسط بأكملها إلى مزيد من عدم الاستقرار".