بسم الله الرحمن الرحيم
فخامة رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية
السيد محمد ولد الشيخ الغزواني المحترم، حفظكم الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الموضوع: مقترح بإنشاء المدينة الطبية الموريتانية
وبعد..
فأرفعُ إليكم أسمى كلماتِ التقديرِ والاحترامِ،
وأَضَعُ بين يدي مقامِكُمُ الكريمِ مقترحا بإنشاءِ مدينةٍ طبيةٍ موريتانيةٍ حديثةٍ.
فخامة الرئيس:
أنا مواطنٌ غيورٌ على أرضي التي شرِبْتُ من مائها... واستنشقتُ هواءَها، واستَظْلَلْتُ بسمائِها، وأكلتُ من خيراتِها، وليس لي أرضٌ سواها، فهذا التراب هو أرضي ومجدي وعرضي، أحميه بنفسي ومالي ولساني، من استهدفَ دينَه أو أمْنَه أو أهلَه فقد استهدفني، ودافعُ الغيرةِ على مصالحِه هو الذي دفعني لهذا المقترحِ الذي أرجو أن ينفعَ اللهُ به العبادَ والبلادَ، وينفعَكُم به يومَ المَعاد...
فخامةَ الرئيس: إن عيني لتدمعُ وإن قلبي ليَحْزَنُ على حالِ المرضى الذين هُمْ - في الغالبِ - على قسمين:
1. قسمٌ عاجزٌ عن العلاجِ فيستسلمُ للمرضِ يَنهَشُ جسمَه ويُنْهِكُ صحتَه حتى يُسْلِمَهُ للقبور...
2. وقسمٌ تُسعِفُهُ قَبيلتُه أو علاقاتُه أو منصبُه أو مالُه، فيسافرُ إلى الخارج، وهؤلاء تسافرُ منهم – يوميا - أعدادٌ كبيرةٌ عبر المَنافذِ الجويةِ والبريةِ، فيعودُ ذلك بالضررِ الاقتصاديِّ على الفردِ والأسرةِ والقبيلةِ والمجتمعِ، والخزينةِ العامة... كما يعودُ على الدول الأخرى - كتونسَ مثلا - بالانتعاشِ لفنادقِها وشُقَقِها وعياداتِها وأطبائِها وسياراتِ النقلِ فيها، وغيرِ ذلك...
فخامةَ الرئيس:
بناءً على هذا، أقترحُ عليكم اتِّخاذَ قرارٍ بإنشاءِ مدينةٍ طبيةٍ تَجمعُ تحت سقفِها جميعَ التخصصاتِ، مجهزةً بجميعِ الأجهزةِ الحديثةِ، مع فِرَقٍ مُدَرَّبةٍ تدريبا جيّدا على استخدامِها، وصيدليةٍ تتوفر فيها جميعُ الأدويةِ، وتغني أهاليَ المرضى عن البحثِ في المطاراتِ عَمَّن يحملُ الدواءَ لمرضاهم هنا.
وأقترحُ أن تُسْنَدَ أشغالُ البناءِ والتجهيزِ لمؤسساتٍ متخصصةٍ ذاتِ تجربةٍ طويلةٍ في مجال تخصُّصِها.
كما أقترحُ أن تُدَشَّنَ المدينةُ بعد انطلاقِ العملِ في جميعِ أقسامِها بستةِ أشهرٍ، على أن يكونَ ذلك قبلَ انتهاءِ مأموريَّتِكم الحاليةِ.
إن القيامَ بهذا العملِ فيه أداءٌ للواجبِ ورعايةٌ للرعيةِ وخدمةٌ للمواطنِ وتفريجٌ للكُرَب وقضاءٌ للحقِّ وإحسانٌ إلى الخلقِ وإنقاذٌ للنفوسِ..
وإن قيامَ هذا الصَّرْحِ الطِّبيِّ رفعةٌ لكم - فخامةَ الرئيسِ - في الدنيا وفي الآخرةِ، وحجةّ على خصومِكم وحسنةٌ باقيةٌ وصدقةٌ جاريةٌ، إذا قامَ على الوجهِ المطلوبِ طبيا وهندسيا وفنيا، وتولّاهُ القويُّ الصادقُ الأمين.
فخامة الرئيس:
ختاما، لقد وجدتُ نصيبي من تسفيهِ البعضِ مُدَّعِيًا عدمَ جدوى ما سَطَّرْتُه لكم، ولكن أمَلِي في ربي، وحسنَ ظني بكم، والحرصَ على إبراءِ الذمةِ في النصحِ للأمةِ كلُّ ذلك جعلني لا أعبأُ بقولِهم.
والله يحفظكم ويرعاكم
ويسددُ على دربِ الخيرِ خُطاكم..