الأخبار (باماكو) - أعلنت مجموعة "فاغنر" الروسية اليوم الجمعة انتهاء مهامها في مالي، دون توضيح أسباب هذا القرار الذي يأتي في ظل توالي هجمات الجماعات المسلحة في عدة مناطق بالبلاد.
ونشرت المجموعة الروسية مقطعا مصورا على قناتها الرئيسية على "تليغرام"، أعلنت فيه "اكتمال مهمتها في مالي وانسحابها بعد أكثر من 3 سنوات" على وجودها في البلاد.
وأوضحت المجموعة أنها "قضت على آلاف الإرهابيين"، واستعادت "مدنا رئيسية مثل غاو وتمبكتو وأنفيس وكيدال"، وأن "مساحة الأراضي الخاضعة لسيطرة الحكومة (المالية) قد تضاعفت".
وأوضحت "فاغنر" في بيان نشرت مضمونه وكالة "سبوتنيك" الروسية، أن مقاتليها "حاربوا على مدى ثلاث سنوات ونصف، جنبا إلى جنب مع الشعب المالي ضد الإرهاب"، وأنهم ساعدوا "المواطنين المحليين على بناء جيش قوي ومنضبط قادر على الدفاع عن أرضهم".
ولم تصدر الحكومة المالية أي بيان رسمي حتى الآن بشأن إعلان انسحاب "فاغنر"، الذي جاء في سياق وضع أمني متوتر جراء هجمات جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين"، والتي وصل بعضها العاصمة باماكو.
وأسس مجموعة "فاغنر" حليف الكرملين يفغيني بريغوزين، وقد واصلت أنشطتها في مالي بعد إعلان وفاته في حادث تحطم طائرة بروسيا في أغسطس 2023، بعد وقت قصير من عودته من جولة في القارة الإفريقية.
وبحسب تقرير صادر عن المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية (مؤسسة بحثية دولية) في 2 دجمبر 2021، تحت عنوان "روسيا ومجموعة فاغنر في مالي: كيف تضعف المخاوف الأوروبية سياسات الاتحاد؟"، فإن الحكومة المالية تدفع لهذه المجموعة مبلغ "10 ملايين يورو شهريا".
ويتجاوز عدد قوات "فاغنر" في مالي 1000 عنصر، وتتمثل مهامها في "حماية الشخصيات الرسمية"، و"تقديم استشارات أمنية"، و"مواجهة الجماعات المسلحة".
ويفيد تقرير استقصائي نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في نوفمبر 2024، بأن مقاتلي "فاغنر" تكبدوا خسائر "فادحة" في معركة إلى جانب الجيش المالي، ضد المقاتلين الأزواديين بمنطقة "تينزواتين" قرب الحدود مع الجزائر في يوليو من نفس السنة، حيث "تأكد مقتل ما لا يقل عن 46 مرتزقا روسيا و24 جنديا ماليا"، وفق تحليل لمقاطع يستند إليها التقرير.
واعتبر التقرير أن "نقاط ضعف فاغنر انكشفت خلال المعركة الكارثية"، وأن ذلك "كانت له تداعيات على مكانتها ومصداقيتها لدى الجيش المالي".