الأخبار (نواكشوط) - تشهَد بعض الأسواق في نواكشوط، من بينها سوق المواشي بالميناء، والسوق المركزي بالعاصمة، المعروف شعبياً بـ"كبيتال"، ومحيط ملتقى طرق BMD، حركة تجارية نشطة مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، مصحوبة بجُملة من "التحديات" التي يشكو منها المتسوّقون والباعة على حد سواء.
ورصدت جولة ميدانية أعدّها فريق من وكالة الأخبار المستقلة، آراء العديد من المواطنين والسائقين والتجار، تحدّثوا فيها عن "ارتفاع أسعار الأضاحي، وغياب الأمن والدولة، مع مضايقات البلدية، ومشكلات النقل".
مطالب بمساعدة المواطنين
طالب المتسوق في سوق المواشي دادّاه سالم، بمساعدة المواطنين وتخفيض أسعار الأضاحي، خاصة لأصحاب الدخل اليومي العادي، ذاكراً أنه لم يجد أضحية بسعر أقل من 80 ألف أوقية قديمة.
وتحدّث السائق رمظان سيدي قائلاً: إنهم يأتون بالأضاحي من الشرق الموريتاني، بأسعار شدّد على أنها رخيصة، إلا أن سعرها يرتفع عند وصولها إلى نواكشوط، مردفًا أنهم لا يجنون من ذلك سوى "الضرر"، وهو ما يريد أن تُخفّف أعباؤه على المواطنين.
"مشكلة السرقة"
وأكد البائع في سوق المواشي أحمد ديدي، أن "مشكلة السوق هي السرقة"، مناشدًا الدولة بحماية السوق، والقبض على السُّرّاق، وعدم الإفراج عنهم بعد توقيفهم، بغض النظر عن أعمارهم أو شرائحهم، وذلك "لضررهم بالمسلمين"، وفق تعبيره.
ملاحظات أخرى..
البائع بسوق المواشي ابّاتي ولد سيدي محمد، علّق على ما قال إنه انعدام للأمن، وما يعانيه السوق ومحيطه من العطش، لافتاً إلى أن ملاك عربات الحمير يشترون المياه بـ60 أوقية قديمة، ويبيعها لهم بـ1000 أوقية قديمة.
سعر الأضاحي، بحسب ابّاتي، يرتفع نتيجة شرائها بثمن غالٍ، و"انتهاز" سيارات نقلها لفرصة العيد، في ظل غياب اتحادية تنظّم الأسعار وتوحّدها، مما "ينتهزه السائقون ويعود بالربح على الأغنياء".
كما لفت ولد سيدي محمد إلى وجود الباعة والرعاة في حرّ الشمس، بسبب انعدام مظلات للجلوس أو الراحة، في الوقت الذي تُفرض فيه الضرائب على السيارات عند وصولها.
"مضايقات البلدية"
البائع المتجول في محيط BMD، ممادو أعمر، قال إن البلدية "تُضايقهم"، مما لا يُمكّنهم من عرض بضائعهم على الأرصفة، نظرًا لمصادرتها المتكررة من طرف البلدية، واضطرارهم لمراجعتها يومين أو ثلاثة لاسترجاعها، وفق قوله.
وأضاف ممادو أن التاجر لم يعد يعرض بضاعته كاملة، بل يُجزّئها "خوفًا من البلدية"، مشيرًا إلى أنهم كانوا في راحة قبل تشديد إجراءاتها، أما الآن فأصبحوا "يُراوغونها رغم مضايقتها الشديدة".
فيما وصف البائع المتجول، ابّيهيم الطالب، أجواء العيد بأنها مريحة، والإقبال في تزايد، مطالبًا السلطات الإدارية بدعم الباعة والتخفيف من مضايقات البلدية، من أجل تحصيل لقمة العيش، إلى حين نهاية موسم العيد.
"غياب الأمن والدولة"
عبّر المواطن خالد محمد عن "غياب الأمن" داخل السوق المركزي المعروف شعبيًا بـ"كبيتال"، لافتًا إلى أن المتسوّقين يتعرضون بين الحين والآخر لسرقة ما يقتنونه.
ودعا ولد محمد إلى إرسال دوريات من الشرطة للمرابطة في السوق بقصد تشديد مراقبته.
مشكلات النقل والحواجز الشمسية
تحدث محمد الأمين بلاّلَ عن "مُعاناة" التجار المتجولين من ناحية النقل، ذاكراً أنّ مشروع حركية نواكشوط لم "يسد الحاجة"، لأن الباصات تنقل المواطنين حتى جسر الصداقة (جسر مدريد سابقاً)، دون الوصول إلى السوق المركزي، مع ارتفاع في الأسعار.
وأضاف أن لكل شخص "آلاف المشكلات اليومية"، وما يطلبه ببساطة هو "القوت اليومي"، مردفًا أن الحواجز الشمسية التي أُعدّت للمواطنين لم تُحقق الاستفادة المرجوّة على أرض الواقع، بسبب غياب بعض الباعة المتجولين عنها.
وشدّد ولد بلاّل على أن ما يُنجز يُستخدم فيه "التمثيل أو المظاهر"، دون النظر إلى ما يلبي حاجيات المواطن العادي.
ودعا الرئيسَ والجهات العُليا للانتباه إلى المواطن لأنه هو من "سيقف معهم في الانتخابات"، وهم "يصلون المناصب به"، مؤكداً أن الدولة لا يجب "أن تغيب، لأن ذلك يُهوّنها على المواطن والأجنبي".