الأخبار (أبيدجان – ساحل العاج) – حصلت وكالة الأخبار المستقلة من مصادر خاصة على قائمة بأبرز الدول التي دعمت موريتانيا في مسار تنافسها على منصب رئيس البنك الإفريقي للتنمية، لحين فوزها به اليوم عبر مرشحها سيدي ولد التاه.
وأكدت هذه المصادر أن ساحل العاج – وهي دولة المقر للبنك - كانت شريكا رسميا لموريتانيا في الحملة، حيث نسقتا معا من أول يوم جهود الترشيح، وحملات الاتصال بالدول، وحشد الدعم للمرشح ولد التاه.
وأضافت المصادر أن الرئيسين محمد ولد الغزواني والحسن واتارا كانا على اتصال دائم حول معطيات الحملة، وهو ما أثمر تحقيق المرشح فوزا وصف بأنه غير مسبوق في تاريخ انتخابات البنك، حيث حسم السباق في الجولة الثالثة، ومع بقاء مرشحين اثنين، وبنسبة 76.18% من جميع الأصوات، و72.37% من الأصوات الإفريقية.
ولفتت المصادر التي تحدثت للأخبار إلى أن موريتانيا صنفت الدول المساهمة إلى مربعات، بعضها اتصل به الرئيس غزواني بشكل مباشر، وبعضها يوفد لها أحد أعضاء الحكومة حاملا رسالة خاصة، منوهة بأن خطة الحملة اعتمدت الترشح من خارج دوائر التصنيف التقليدية، كما أن المرشح نال أصواتا من مختلف مناطق وأقطاب إفريقيا (غرب وشمال وشرق وجنوب ووسط)، وكذا بقية المساهمين.
وصوت لمرشح موريتانيا في الجولة الأولى – وفق هذه المصادر - العديد من الدول أبرزها نيجيريا صاحبة أكبر نسبة مساهمة، وكوت ديفوار، والجزائر، وتونس، وليبيا، ومالي، والنيجر، وبوركينا فاسو، ورواندا، وإثيوبيا، إضافة لفرنسا، وإسبانيا، وإيطاليا.
وكشفت هذه الجولة تركيز موريتانيا على إفريقيا، حيث كادت تحسم النصاب المطلوب فيها وهو 50.01% في الجولة الأولى، بحصول مرشحها على 47.03%.
وفي الجولة الثانية، حسمت موريتانيا بنسبة كبيرة الفوز بأصوات الدول الإفريقية بعد حصولها على 68.42%، كما رفعت نسبتها من مجموع الأصوات إلى 48.4%، وكان مرشحها هو الوحيد الذي زادت نسبته بشكل معتبر، وانتزع أصواتا ونقاطا من مختلف منافسيه، حيث صوتت له المغرب، بعد أن صوتت في الجولة الأولى لمرشح السنغال، كما صوتت له مصر بعد أن صوتت في الجولة الأولى للمرشح الزامبي.
وفي الجولة الثالثة، حمست موريتانيا السباق بنسبة كبيرة، بعد تصويت المزيد من المساهمين من خارج إفريقيا بالتصويت لمرشحها، وكان من أبرزهم الولايات المتحدة الأمريكية، واليابان، وكندا، وألمانيا، وغيرهم.
وانتخب ولد التاه ظهر الخميس رئيسا للبنك الإفريقي للتنمية، ليكون بذلك أول موريتاني يتولى هذا المنصب، وتاسع رئيس للبنك الذي أنشئ 1964 في السودان.
ونوه منسق حملة مرشح موريتانيا وزير الاقتصاد والمالية سيدي أحمد ولد ابوه بموقف ساحل العاج، مؤكدا أنها آمنت من اللحظة الأولى بحظوظ موريتانيا في الفوز، وساعدتها على ذلك، شاكرا الرئيس الإيفواري الحسن واتارا وحكومته على التعبئة.
كما نوه ولد ابوه بملف المرشح ولد التاه، ووصفه بأنه كان مُقنعا، وسهَّل عملية تسويقه وإقناع الآخرين به، مضيفا أن الرئيس ولد الغزواني كان هو المشرف المباشر على عملية انتخابه.
وتلقت موريتانيا بعيد انتخاب ولد التاه تهانئ من العديد من الدول بمناسبة الفوز بهذا المنصب الأبرز تاريخها.