على مدار الساعة

"تواصل": نواذيبو تعيش عجزا مزمنا في توفير مقومات الحياة

25 مايو, 2025 - 15:55
الاتحادي المساعد لحزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل) في ولاية داخلت نواذيبو الشيخ الكبير بوسيف

الأخبار (نواذيبو) - قال الاتحادي المساعد لحزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل) في ولاية داخلت نواذيبو الشيخ الكبير بوسيف إن نواذيبو تعيش "عجزا مزمنا في توفير مقومات الحياة رغم ما تقوم السلطات بتسويقه"، ممثلا لذلك بمقابلة الوالي مع إذاعة موريتانيا.

 

وقال ولد بوسيف في بيان صادر عنه إنه رغم ارتفاع وتيرة ونبرة الخطابات الرسمية حول الإنجازات الكبرى التي تشهدها مدينة نواذيبو، فإن الحقيقة تظل عصيّة على الدعاية، والحقيقة هي أن المواطن البسيط في هذه المدينة يعاني من واقع يومي لا يمتّ بصلة لما يروّج له في الإعلام.

 

وأضاف ولد بوسيف أن من أبرز ما تم تسويقه مؤخرا ما سمي بمشروع إنقاذ المدينة من أزمة العطش"، والمتعلق بجلب المياه من بحيرة بولنوار الجوفية بقدرة مفترضة تصل إلى 20 ألف متر مكعب يوميا، في حين لم يعلن بوضوح - حتى الآن - عن الكمية التي ستضخ فعليا إلى نواذيبو، ولا الجدول الزمني الحقيقي لدخولها الخدمة.

 

ونبه ولد بوسيف في بيانه إلى أنه حين تم تدشين محطة تحلية مياه البحر بسعة 5000 متر مكعب بدا ذلك تدشينا رمزيا أكثر منه حلا جذريا، فهذه الكمية لم تحدث أي فرق، ولم تؤثّر في حاجيات المدينة التي يصل سكانها 180 ألف نسمة، ناهيك عن وجود مؤسسات اقتصادية كبرى كاسنيم وميناء نواذيبو المستقل وغيرها، ما يجعل الطلب اليومي يناهز 30 إلى 35 ألف متر مكعب.

 

وأكد ولد بوسيف أن المدينة تحصل الآن على نحو 60% من حاجياتها، مع فترة انقطاعات تستمر أحيانا أسبوعين، وربما ترتفع إلى أربعة أسابيع.

 

واعتبر ولد بوسيف أن ما يثير الاستغراب هو أنه خلال البحث عما يمكن تدشينه في ظل زيارة الرئيس ووزيره الأول والتي لم تحمل مشروعا مهيكلا بحجم التحديات لم يوجد للتدشين إلا محطة تحلية مياه صغيرة ومعدات روتينية لشركة اسنيم.

 

ورأى ولد بوسيف أن ما سمي بمشروع تصنيع السفن، وتم تناوله خلال زيارة الوزير الأول السابقة، كان في الواقع مشروعا لشركة خصوصية تنافس الشركة الوطنية لصناعة السفن وانتهى به المطاف إلى تسريح 116 عاملا موريتانيا وسط غياب أي إجراءات لحمايتهم أو مراجعة اختلالات السياسة الصناعية التي تسمح لمشاريع تجارية أن تهدد مؤسسات عمومية.

 

وأردف ولد بوسيف أنه "من باب استكمال مشهد الإنجازات الوهمية تم تدشين مقر مؤسسة وطنية أنجزتها اليابان، وأشرفت عليها من الألف إلى الياء في رسالة واضحة المعالم عن عدم الثقة في تولي تنفيذ التمويلات"، إضافة لقرية سياحية خاصة برجال الأعمال لا يعرف المواطن عنها سوى صورها على التلفاز.

 

وتساءل ولد بوسيف قائلا: "هل تكفي لغة الخطابات للتغطية على الفشل الميداني؟ وهل يمكن لمجموعة التدشينات الرمزية أن تخفي غياب سياسة تنموية حقيقية شاملة وعادلة؟"، مردفا أن "أهل نواذيبو لا يريدون خطابات بل حلولا، ولا يحتاجون وعودا بل مشاريع قابلة للقياس، ولا يسألون عن النية بل عن النتيجة".