على مدار الساعة

المخدرات، أيُّ دورٍلنا..!؟

24 مايو, 2025 - 01:58
شيخنا ولد حجبو - رئيس حزب الكرامة

منذ مصادرة الكمية الهائلة من حبوب الهلوسة في الأيام الماضية، إلى جانب غيرها مما يدمّر العقول ويفتك بالنفوس، ويمتد شرّه إلى جسد المجتمع والدولة، شعرت بضجر وقلق عميقين لم أعرف لهما مثيلاً منذ نعومة أظافري. كدت أختنق، ضاق صدري، وراودني شعور بأن روحي تتصاعد، فيما كانت قدماي ترتجفان من شدة البرد، رغم أن الجو كان حارًا إلى حد الاختناق.

 

تلك كانت حالتي كرجل راشد تجاوز الخمسين من العمر، وأظنها ليست بعيدة عن حال كثيرين ممن هم في سني، أو أصغر بقليل، أو أكبر بكثير. لا أدري إن كان في وسعي تصوّر حال الأمهات والآباء في مثل هذه السن، أو في الأعمار المتقاربة، لكن إن استطعت، فلا شك أن التقدير سيبلغ حد التمزق النفسي والتشتت الذهني، وربما يصل إلى عتبة الإحباط، والخوف الشديد من مستقبلٍ يرسمه واقع المخدرات بألوان قاتمة، تكاد تلامس السواد، إن لم نقلها صراحة، تَجنُّبًا لمزيد من التيئيس والإحباط لدى الفئات المذكورة.

 

نُشير إلى هؤلاء لأن الآباء والأمهات يتأثرون أولًا بآفة المخدرات، يليهم، وربما يتقدّمهم، الوطنيُّ الصادق، الذي يحمل القلق الأكبر. فالأب والأم والوطني يشكّلون ذلك الثالوث الذي يرهقه، على الدوام، حال المجتمع في عافيته وعلّته. فبقدر ما يقلق الأبوان على سلامة الأبناء وصحتهم، يقلق الوطني على مصير الجيل القادم برمّته، خشية الانهيار وتدهور الحال.

 

وهذه المشاعر مجتمعة تستنهض الهمم، وتوقظ الضمائر، وتستدعي منّا مساءلةً صريحةً للمسؤولية التاريخية: كيف نتصرف بما يوازي هول اللحظة؟ وكيف نواجه كارثةً بات وقوعها شبه حتمي إن لم يتحقّق "الشرط" اللازم للنجاة؟

 

عند هذا المنعطف، يبرز السؤال الجوهري:

أيّ دورٍ لنا؟

لقد باتت المخدرات معركة وجود، ومعركة مصير. ومحاربتها – والحرب مع من يروّج لها – فرضُ عينٍ لا فرض كفاية. فهل نحن مستعدون، وهل نحن قادرون على أداء هذا الدور؟

 

لقد حسمنا الأمر منذ أن طرحنا السؤال: "أيّ دورٍ لنا؟"، ولم يعد من المجدي أن نطرحه من جديد. بل غدا السؤال الحقيقي هو: "كيف يكون هذا الدور؟ وعلى أي نحوٍ يجب أن ننهض به؟"

 

يتبع بلطف في الحلقات القادمة، إن شاء الله.