بما أن العلم والتعليم لاغنى عنهما لبناء المجتمعات واستمرار الدول، أود في هذه الأسطر ما استطعت تسليط الضوء على ظروف قاسية يعيشها مدرسو التعليم الأساسي والثانوي في موريتانيا.
يتفق الكل على انهيار التعليم وتهميش أهله في أرض المنارة والرباط منذو عقود لكن لا أحد يأتي بحل جذري ملموس حتى الآن!
المجتمع انجرف وراء الماديات فأصبحت موازين القيم فيه طائشة، وكان ذلك السبب الرئيسي وراء النظرة الدونية للمدرس واحتقاره.
تعالوا معنا وبكل صراحة نأخذ نماذج من الظروف المأساوية التي يعيش المدرس:
– يتقاضى المدرس راتبا وعلاوات تجاوزها الزمن وتعتبر نشازا في محيطنا الإقليمي وجوارنا بشكل خاص.
– يزاول المدرس مهنته في ظروف مناخية غالبا تمتاز بارتفاع درجات الحرارة ولا تقيم الجهات الوصية لذلك وزنا ولاتحفيزا!
– علاوات المدرس مضحكة للغاية من سكن ونقل وتعويض عائلي و و... وبعضها "ما إجمَّع " كتعويض 4 آلاف شهريا للتجهيز (40 ألف للعام الدراسي)!
– يعيش المدرس بين مطرقة ظروف العمل القاسية وسندان التخوين وتتفيه الدور المحوري من طرف الجميع!
– منذو سنوات يتلقى المدرس الرسائل السلبية من طرف الدولة بعدم أهميته وثانوية رسالته بتخصيص بعض القطاعات بامتيازات وتحسين ظروف (يستحقونها لاشك)، لكن جعل التعليم خارج الاولويات فذلك مما لايستساغ أبدا!
– مايستقبله المدرس شهريا لا يفي بخمس (1/5) احتياجات أسرة من أربعة أشخاص فكيف بأسرة فوق ذلك عددا!؟
– يعلم الرئيس والحكومة والرأي العام يقينا أن ظروفا كهذه لا يرجى منها نجاح ولافلاح، ومع ذلك يتجاهلونها بكل إصرار!
لكنهم يقينا لايعلمون أن التمادي في هذه اللعبة وتحصيح الخطأ ولو متأخرا، يكلف الوطن الكثير في الحاضر وسيكون الثمن باهظا في المستقبل!
– يعلم الرئيس والحكومة والرأي العام يقينا أن ماتقدمه الدولة للمدرس اليوم لايليق بمؤتمن على تربية الأجيال وصناعة العقول!
– يعلم الرئيس والحكومة والرأي العام يقينا أن وظيفة المدرس االيوم لاتعتبر ضمانا لدى التاجر لأخذ احتياجات العيش في انتظار دخول راتبه!
– يعلم الرئيس والحكومة والرأي العام يقينا أن ترك المدرس يواجه هذه الظروف يحوله من مؤتمن نزيه نبيل إلى خائن مفسد منبوذ!
– بهذه الظروف يقول الرئيس والحكومة والرأي العام للمدرس:
انتقل من مصباح ينير الدرب، معززا مكرما إلى مسكين محروم محتقرا!
إلى أين نسير!؟