على مدار الساعة

اعترافات المشمولين في ملف "حبوب الهلوسة" الحلقة (5): تاريخ طويل وأسفار عدة

19 مايو, 2025 - 11:29

اعترافات المتهمين:

 

-      عبد الله محمدن أحمدو حبيب الله

-      حبيب الله محمدن الكوري

-      آدما الحسن إبراهيما سي

-      محمد رباح علي بلال

 

الأخبار (نواكشوط) – في هذه الحلقة ننشر تفاصيل اعترافات أربعة متهمين في الملف المعروف بـ"ملف حبوب الهلوسة"، وهم عبد الله محمدن حبيب الله، الذي اعترف للمحققين بأنه بدأ العمل في المجال منذ أكثر من ثلاثة عقود، إضافة للسائق آداما سي الذي يعترف بأنه نقل عدة شحنات لمدن مختلفة داخل البلاد لصالح محمد الأنوار، كما نورد اعترافات المتهمين، حبيب الله محمدن الكوري، و الحارس محمد رباح علي بلال.

 

وتم استجواب هؤلاء ضمن 32 شخصا، وكشفت التحقيقات اعتراف أفراد موقوفين ضمن الشبكة بإدخال عشرات الآلاف من أكياس الحبوب والمؤثرات العقلية.

 

تجربة طويلة

 

المتهم عبد الله محمدن أحمدو حبيب الله، (1963 الركيز)، أكد للمحققين أنه يمارس هذه المهنة منذ حوالي ثلاثة عقود، كما أنه يعمل في سوق مواد التجميل في مقاطعة السبخة، مردفا أنه في العام 2002، تعرف على أحمدو بمب محمدن الكوري، حيث اتصل به، وعرض عليه أدوية للبيع.

 

وأضاف ولد محمدن أنه عرض الدواء الذي سلمه له ولد محمدن الكوري على أخيه الأصغر، حيث أكد له أنها أدوية خطيرة، وطلب منه الابتعاد عنها.

 

واعترف ولد حبيب الله إلى أنه اشترى منها 30 كيسا من هذه المواد، من أحمدو بمب، وباعها لزبون صحراوي يسمى نفعي، وأرسلها له مع ابن عم له يسمى محفوظ، لافتا إلى أنه لا يعرف أماكن مستودعات أحمدو بمب لأن الأخير كان يحملها إليه في محله.

 

كما اعترف ولد حبيب الله بأنه اشترى كمية من الدخينة "الكرتوكوييد" (ديغزا ميتازون) من شخص يسمى "بدن"، وذلك قبل نحو 15 يوما من توقيفه.

 

وقال ولد حبيب الله إنه تلقى خلال الفترة الأخيرة اتصالا من المتهم معه في نفس الملف الشيخ ولد الوديعه، حيث عرض عليه شراء 15 علبة من هذه الحبوب، لكنه رفض شراءها.

 

وأكد ولد حبيب الله أن أحد الصحراوين أبلغه عن طريق مكالمة صوتية أن الموريتانيين يبيعون الحبوب والمؤثرات العقلية للصحراويين في بلدية تسمى "آحفيره" تابعة لمقاطعة بير أم كرين في ولاية تيرس الزمور.

 

مترجم "حاول الهرب"

 

المتهم حبيب الله محمدن الكوري (1988 الركيز) اعترف للمحققين بعمله موظفا رسميا في شركة "الوطنية فارما" التي يوجد مقرها في المطار القديم، ويتولى إدارتها أخوه عبد الله السالم محمد الكوري، وذلك خلال عامي 2017 – 2018، قبل أن ينجح في مسابقة لمهندسي الصيد.

 

وأضاف ولد محمد الكوري أنه بعد ذلك أصبح يترجم لأخيه الذي يدير الشركة المراسلات الواردة على بريده الإلكتروني، كما كان يتابع له أحيانا فواتير لشركتهم على "كاميك"، وخصوصا في أوقات فراغه.

 

وبرر ولد محمدن الكوري محاولته الهروب من نافذة أحد المراحيض بالخوف، مؤكدا أنه أوقف عندما جاء إلى الدرك بحثا عن أخيه أحمدو بمب عندما لم يجده في منزله، وألحت عليه والدته للبحث عنه.

 

وقال ولد محمدن الكوري إنه وصل إلى مقر الدرك نحو الرابعة عصرا، رفقة ابن أخته التراد ولد باك، حيث أوقفه الدرك، فيما بقي خارج الثكنة من الرابعة عصرا، وحتى الخامسة فجرا، حيث استدعوه وأبلغوه أنه لا مشكلة لديه.

 

ووصف ولد محمدن الكوري معرفته بمحمد الأنوار المتهم في نفس الملف بأنها معرفة سطحية، لافتا إلى أنه يلتقيه أحيانا خلال مراجعات "كاميك".

 

شحنات شمالا وشرقا

 

آدما الحسن إبراهيما سي (1986 أكجوجت)، والذي عمل سائقا مع المتهم محمد الأنوار، اعترف للمحققين أنه نقل شحنات متعددة من نواكشوط إلى ولايات الحوضين الشرقي والغربي، والعصابة، والبراكنة، إضافة لمدينة بوتلميت، كما نقل شحنات إلى ولاية تيرس الزمور.

 

وقال آدما الحسن إنه بدأ العمل سائقا مع محمد الأنوار في يونيو 2024، حيث تولى قيادة شاحنة كانت تنقل الأدوية، وفي أول مهمة له أرسله إلى مدينة النعمة لتوزيع الأدوية، وعندما عاد من هذه الرحلة فصله من العمل.

 

وأضاف أنه في أغسطس من نفس العام استدعاه مجددا وطلب منه قيادة باص محمل بأكياس الدواء إلى مدينة أطار، حيث خزن بعضها في المدينة، وشحن جزء منها على متن سيارة من نوع "تويوتا – هيلكس"، كان محمد الأنوار نفسه هو من يتولى قيادتها.

 

وأردف إبراهيما سي أن محمد الأنوار سلمه سيارة هيليكس ليوصل الشحنة الموجودة على متنها إلى مدينة افديرك في ولاية تيرس الزمور.

 

ولفت إبراهيما سي إلى أنه لقي  شابا مفتوح البشرة مفتول العضلات ينتظره في مكان بمعزل عن الطريق، حيث فرغ حمولة هيليكس هناك، ثم عاد إلى أطار ومنه إلى نواكشوط.

 

وأكد آدما الحسن إبراهيما سي أن محمد الأنوار طلب منه لاحقا الرجوع للعمل، وهو ما وافق عليه بداية شهر رمضان الماضي، حيث سلمه باصا محملا بأكياس الدواء، وكلفه بتوصيله مرة أخرى إلى مدينة افديرك.

 

وقال آدما الحسن إن محمد الأنوار أعطاه رقم هاتف شخص قال إنه سيستقبله في افديرك، ويستلم منه الكمية، لافتا إلى أنه وجد نفس الشاب الذي استلم الشحنة السابقة في انتظاره مجددا، حيث اتصل عليه، وطلب منه البقاء خارج المدينة، والابتعاد عن الطريق المعبد.

 

وأردف آدما الحسن أنه وجد في انتظاره ثلاث سيارات من نوع هيليكس، لكنه تفاجأ باتصال من محمد الأنوار يأمره فيه بالتوجه إلى افديرك، ويقول له إن خلافا شب بينهم والمجموعة التي كانت ستستلم الشحنة، وبعدها اتصل به الشاب وأبلغه أنه سيبحث له عن مخزن لإفراغ حمولة الشاحنة فيه.

 

وأشار إبراهيما سي إلى أنه أثناء توجهه إلى المدينة، اتصل به الشاب مجددا وأمره بالبقاء خارج المدينة، حيث لحقت به 4 سيارات من نوع "تويوتا – هيليكس"، تم إفراغ حمولة الشاحنة في ثلاث منها، فيما بقيت الرابعة فارغة.

 

واعترف آدما الحسن للمحققين بأن الشكوك انتابته فعلا من تفريغ الشحنة خارج المدينة، قائلا إنه لم يبلغ عن الموضوع لأنه أيضا لم يجد ما يجعله يتأكد أن في الأمر مخالفة، مؤكدا أنه سأل الشاب الذي استلم الشحنة عن الموضوع فرد عليه بأن المنطقة لديها خصوصيتها.

 

ولفت إبراهيما سي إلى أنه لم يكن يعرف أي شيء عن طبيعة الحمولة التي توجد على متن الشاحنة التي يقودها، وإنما كان يجدها جاهزة، ويسافر بها.

 

دليل إلى المخازن

 

محمد رباح علي بلال (1998 عرفات) قال للمحققين إنه بدأ العمل مع محمد الأنوار منتصف 2020، حيث عمل أمين صندوق، قبل أن يوجهه 2023 للعمل في المخازن.

 

وقال ولد رباح إن المرة الأولى التي لاحظ فيها وجود مؤثرات عقلية كانت عند ذهابه في مهمة صحبة السائق آدم الحسن إبراهيم سي إلى مدينة تمبدغة، حيث أخذوا شحنة منها في باص، كما ذهب في مهمة مع سائق يدعى لوليد، وحملوا شحنة من الحبوب على متن سيارة من نوع هيلكس.

وأكد ولد رباح أن الشحنتين تم حملهما من نفس الحائط.

 

وتحدث رباح للمحققين عن تلقيه اتصالا من محمد الأنوار قبل ساعات من توقيفه، حيث طلب منه التوجه إلى ملتقى الطرق المعروف بـ"كرفور لبرار" واستلام أكياس من المؤثرات العقلية من رجل أعطاه رقم هاتفه، وأمره بوضعهم في مخزن في عرفات، مردفا أن محمد الأنوار اتصل به في المساء، وطلب منه القدوم إلى المخازن لفتحها، وعندما وصل وجد الدرك معه، وأوقفوه، حيث قادهم لاحقا إلى أماكن مخزنين آخرين تابعين لمحمد الأنوار.

 

وتحدث ولد رباح عن شخص يسمى "الخميني"، مؤكدا أنه كثيرا ما كان يأتيهم، ويحمل شحنة من المؤثرات العقلية على متن سيارة هيليكس، وأحيانا يأتي بسيارتين وثلاث سيارات ويشحنهم من المؤثرات العقلية.

 

وحصلت وكالة الأخبار المستقلة على معلومات خاصة عن هذا الملف، الذي اعترف أفراد موقوفون ضمن شبكته بإدخال عشرات الآلاف من أكياس حبوب المؤثرات العقلية، غالبيتها قادمة من الهند، كما ساهم فيها أجانب من بينهم هندي، وسوري، ولبناني، وجزائريون، ومغاربة، وصحراويون.

 

وقد وجه وكيل الجمهورية عدة تهم لـ32 شخصا، فيما وضع قاضي التحقيق 18 منهم تحت المراقبة القضائية، وأودع 11 السجن.