الحلقة الرابعة
اعترافات المتهمين:
- محمد المختار ميناط
- محمد ولد امبده
- التراد عبد اللّٰه السالم باك
- أحمد عبد اللّٰه الخراشي
الأخبار (نواكشوط) – برّر المتهم في الملف المعروف بملف "حبوب الهلوسة" محمد المختار ولد ميناط للمحققين تجوله بين عشرة عواصم عربية وغربية بأنه كان يبحث عن مستثمر في المجال الزراعي.
ووفق المحققين، فإن ولد ميناط (1986 كيفة) غادر نواكشوط يوم 18 ديسمبر 2024، متوجها إلى الجزائر، ومن الجزائر توجّه إلى تونس، قبل أن يغادر إلى المغرب، ليسافر منها إلى أسبانيا، قبل أن يعود إليها، ويغادرها إلى دبي بالإمارات العربية المتحدة، ليسافر منها إلى السعودية، قبل أن يعود إلى موريتانيا بعد نهاية شهر رمضان.
ويتهم ولد ميناط مع 32 شخصا في ملف "حبوب الهلوسة"، وتكشف التحقيقات في الملف اعتراف أفراد موقوفين ضمن الشبكة بإدخال عشرات الآلاف من أكياس حبوب المؤثرات العقلية، غالبيتها بالتعاون مع جمركي يعمل في مطار نواكشوط الدولي (في حالة فرار) وبعضها عن طريق وسيط جمركي في ميناء نواكشوط.
كما تكشف وجود عدة أجانب ارتبطت بهم الشبكة في مرحلة من مراحل عملها، من بينهم هندي، وسوري، ولبناني، وجزائريون، ومغاربة، وصحراويون، فضلا عن تمكّن الشبكة من تسويق وبيع كميات كبيرة داخل البلاد، وفي دول الجوار، في حين لم تتجاوز الكمية التي حجزتها قوات الدرك خمسة آلاف كيس إلا بقليل.
ولد ميناط قال للمحققين – وفق مصادر وكالة الأخبار المستقلة – إنه خلال هذه الرحلة - التي استمرت أكثر من ثلاثة أشهر - كان يبحث عن مستثمر في مجال الزراعة، حيث اتصل به صديق قديم له يدعى عبد السلام، إضافة لجزائري آخر قال إنه يعرف اسمه، لكنه متخصص في بيع وشراء العملة الصعبة.
ونفى ولد ميناط للمحققين أي علاقة له بالشحنة الموجودة في دبي، والتي قال متهمون آخرون في الملف إنه هو والحسين ولد حامد كانا يُنسّقان موضوعها مع سوري يدعى "عدنان" وقد أرسلا له عنوان شركة محمد الأنوار لإرسال الشحنة عليها.
وواصل ولد ميناط نفي علاقته بالموضوع، رغم عرض المحققين له صوتية لبعض أصدقائه تقول إنه هو والحسن ولد جدين وصلا من دبي ومعهما شحنة أدوية، زاعما أن هذه الشحنة لا أساس لها.
كما نفى ولد ميناط أن يكون هو وولد جدين قد اتفقا على شحن كمية من 200 إلى 300 كيس من مطار دبي إلى مطار أم التونسي، نافيا معرفته بالحسن شخصيا، لكنه قال إنه يعرف أخاه العربي ولد جدين.
"صاحب سوابق"
محمد ولد امبده (1967 أطار) اعترف للمحققين بأنه سبق أن أُدين بالحبس سنتين مع وقف التنفيذ في العام 2020 بعد ضبطه وهو يمارس تجارة الأدوية.
وعن دوره في ملف "حبوب الهلوسة"، قال ولد امبد، - وهو بائع خضروات في سوق مسجد المغرب – إن الشيخ ولد الوديعة اتصل به هاتفيا 2023، وطلب نوعية من الدواء، وأرسل له من صورة منه، فاتصل هو بشخص يسمى ماء العينين، فأخبره بوجود المؤثرات العقلية المطلوبة لديه، حيث اشترى منه 30 علبة، وباعها للشيخ.
وقال ولد امبده إنه لم يكن يعرف حقيقة الدواء وقت بيعه للشيخ، ولم يكتشف خطورته إلا بعد نشر أخبار توقيف المتهمين في الملف.
وتحدث ولد امبده عن فشل محاولة الدرك استدراج ماء العينين من خلاله للقبض عليه، حيث رافقوه إلى المكان الذي كان يُقيم فيه في شقة مؤجرة قرب بقالة السلام.
مهام متنوعة
المتهم في الملف التراد عبد اللّٰه السالم باك (1989 الركيز)، قال للمحققين إنه يقوم بأعمال مختلفة في شركة "الوطنية فارما" فهو أحيانا يعمل محصّلا، وأحيانا يشرف على إصلاح السيارات المتعطلة التابعة للشركة.
وعن مصدر الدواء الذي كانت الشركة تستورده، قال ولد باك إن مصدره الهند، وفرنسا، وكان يصلها عن طريق الميناء، لافتا إلى أن الشركة كانت تستورد حاويات متفاوتة منه.
وعن علاقته بملف "حبوب الهلوسة" قال ولد باك إنه وصل إلى الدرك قبالة جامع ابن عباس بنواكشوط، بحثا عن خاله أحمد بمب محمدن الكوري، حيث تم توقيفه، والتحقيق معه.
وقال ولد باك إن محمد المصطفى ميلود اتصل بي في شهر رمضان عن طريق الواتساب، وعرض علي علبة دواء للبيع، ولم يكن يعرف نوعيتها، وبعد أيام اتصل به شخص يسمى أحمد عبد الله باباه (عامل في شركة الحمد للأدوية)، وأرسل لي نفس الصورة يطلب منها كمية، حيث أعاد الاتصال بولد ميلود بحثا عن الكمية.
وعن علاقته بمحمد المصطفى ولد ميلود، قال ولد باك إنه لا تربطه به أي علاقة، وإنما التقاه أول مرة في بورصة ولد لعور في تفرغ زينة.
وقدّر ولد باك أسعار الحبوب بـ8000 أوقية قديمة للعلبة الواحدة، نافيا أن يكون قد شاهد هذه الحبوب داخل شركة "الوطنية فارما".
"محاولة هروب"
المتهم في الملف أحمد عبد الله الخراشي (1977 أبي تليميت) برر محاولته الهرب من عناصر الدرك قبيل توقيفه بأنها بفزعه من رؤية من لا يعرفهم، قبل أن يحلقوا به ويمسكوه، مؤكدا أنه ليس لديه ما يخفيه.
واعترف ولد الخراشي للمحققين بموجود علاقة تربطه بأحمدو بمب محمدن الكوري، وأخوه عبد الله السالم محمدن الكوري، حيث كان يتصل بهم ويتصلون به لتوفير بعض الأدوية.
وقال ولد الخراشي – وهو تاجر في سوق العاصمة وأحد ملاك شركة الحمد افارما – إن التراد ولد الكوري أرسل له صورة علبة دواء PREGABALIN، وقال إنه يعرف شخصا يبيع هذا الدواء، مردفا أنه أرسل الصورة لشخص يسمى إدومو ولد الخليفة، حيث أكد الأخير أنه يعرف شخصا يريد شراء 3500 كيس بسعر 11500 أوقية قديمة للعلبة.
وأضاف ولد الخراشي أنه عاود الاتصال بالتراد، وأبلغه باتفاقه مع إدومو، غير أن الأخير تراجع عن الصفقة دون معرفة الأسباب.
واعترف ولد الخراشي بأنه بدأ العمل في المجال منذ 2019، عبر شراكة مع مجموعة من التجار، مؤكدا أن صاحب الفكرة حينها يسمى هارون ولد داداه، منبها إلى أن أول شحنة أدوية تصلهم كانت حاوية من 40 قدما، وقد وصلتهم نهاية 2020 قادمة من فرنسا.
وحدد ولد الخراشي مصادر الشحنات التي تصلهم بأنها الهند، وفرنسا، والمغرب، والصين، وأبرز من تعامل معهم هما هارون ولد داداه وموسى ولد الخليفة.
ورأى ولد الخراشي في حديثه للمحققين بأن أسهل طريقة لإدخالها هي استيرادها عبر مطار نواكشوط الدولي – أم التونسي، وكذا ميناء نواكشوط، نافيا أن تكون قد تعثرت لهم أي عملية، مقدرا تكلفة المواد التي تصله حتى وصولها للوطن بـ800 ألف أوقية قديمة.