أحاديث المتهمين
- محمد المصطفى ميلود،
- مولاي السالم التقي،
- الحسن محمد يحي حامد
- مولاي الحسن محمد عبد الرحمن الزين
الأخبار (نواكشوط) – شكّلت علبة من نوع PREGABALINE 300mg عثر عليها المحققون لدى المتهم في الملف المعروف بملف "حبوب الهلوسة" محمد المصطفى ميلود (1988 في انتيشط)، والذي يعمل سمسارا، أول خيط في التحقيق الذي أنجزه الدرك، وقاد إلى اتهام العشرات في الملف، وكشف عن مخازن تحتوي أكثر من 5 آلاف كيس.
كان ولد ميلود أول الموقوفين في التحقيق، حيث قاد التحقيق معه إلى توقيف بقية الشبكة واحدا بعد الآخر، وكانت نهاية كل خيط تقود المحققين للإمساك برأس خيط آخر، غير أن بعض الخيوط انتهت في مرحلة محددة، دون أن يبحث المحققون – وفق المعطيات التي حصلت عليها الأخبار – عن خيوط جديدة تكمّل القصة، وتضمن الوصول لكل المتورطين في الملف.
أربع حلقات
تمرّ عملية تتبع العُلبة الأولى بأربع حلقات، تبدأ الحلقة من محمد المصطفى ولد ميلود، الذي قاد المحققين إلى مولاي السالم التقي، مؤكدا أنه هو من زوّده بالعُلبة، ومولاي السالم التقي أوصل المحققين لمتهم ثالث يسمى الحسين ولد حامد، والحسين ولد حامد قال إنه استم العلبة من الحسن ولد جدين.
خلال مراحل تتبع أول علبة، تكشّفت للمحققين تفاصيل أخرى، من بينها مساعي سوري يسمى "عدنان" لتصدير شحنة من الأدوية من دبي إلى موريتانيا، واتصاله بالحسين ولد حامد طلبا للمساعدة، حيث بدأ مسار عكسي لمسار "العلبة"
فالحسين ولد حامد اتصل بمولاي السالم التقي، ومولاي السالم التقي اتصل بمحمد المصطفى ميلود، ومحمد المصطفى ولد ميلود اتصل بمحمد الأنوار محمدن.
يعترف الحسين ولد حامد للمحققين أنه أرسل عنوان شركة لا يتذكر اسمها للسوري عدنان لإرسال شحنة الأدوية باسمها، لكن ينفي أن تكون الشحنة قد وصلت موريتانيا، ويقول إنه لا يعرف سبب عدم وصولها.
و في مرحلة أخرى من التحقيق، قال الحسين ولد حامد ومحمد المختار ولد ميناط للمحققين إنهما حصلا على عنوان شركة محمد الأنوار محمدن لاستيراد كميات من الأدوية عليه.
اعترافات أول خيط
محمد المصطفى ولد ميلود، والذي شكّل أول خيط في الملف، قال للمحققين إنه التقى بمولاي السالم التقي نهاية 2024 في بورصة محمد سالم ولد أعوار، وأعطاه عُلبة دواء وطلب منه تسويقها، مردفا أنه أرسل العلبة لصديق له يسمى محمد ولد سعدبوه، وولد سعد بوه عرضها - بدوره - على محمد الأنوار وأحمد بمب.
وأضاف ولد ميلود أن محمد الأنوار وأحمد بمب طلبا من ولد سعود بوه أنموذجا من الدواء، وأرسله لهما، لكنهما رفضا شراءه، مدعيا أنه قام بإعادة العلبة لمولاي السالم التقي.
وأشار ولد ميلود إلى أن ولد التقي راسله لاحقا ليُخبره أن الحسين ولد حامد ومحمد المختار ولد ميناط لديهما بعض الدواء، وإنما بإمكانها تحقيق أرباح من خلال العمل كوسيط في المجال، مردفا أنه اتصل بمحمد الأنوار، لكن الأخير عرض سعرا منخفضا وهو 5000 أوقية فقط للعلبة.
ولفت ولد ميلود إلى أن محمد الأنوار برر السعر المنخفض بأن الدواء يواجه كسادا خصوصا في المناطق التي كان يروّج فيها سابقا، في الصحراء الغربية والجزائر، ووعد أن يدفع لهم 9 دولارات عن كل علبة.
وقال ولد ميلود للمحققين إنهم في اللقاء الثاني اتفقوا على أن يستورد محمد المختار ميناط والحسين ولد حماد من 200 إلى 300 كيس من مطار دبي إلى أم التونسي، مع وعد من محمد الأنوار بشرائها بـ9 دولارات لكل علبة.
وشدد ولد ميلود على أن علاقته بالموضوع لا تتجاوز أن صديقه ولد التقي أرسل صورة دواء وطلب من تسويقها، وهو أرسلها بدوره لصديقه محمد ولد سعد بوه، لافتا إلى أنه لا يعرف اسم الدواء، وإنما يعرف أن علبته بيضاء وعليها كتابات بألوان وأحجام مختلفة.
وأكد ولد ميلود أنه حصل على العلبة من ولد التقي في الأيام الأولى من شهر رمضان الماضي.
وقال ولد ميلود إن صديقه محمد ولد سعد بوه اتصل به لاحقا، وطلب منه أن يأتيه حيث وجده في محادثة مع محمد الأنوار، وهما يناقشان بيع الدواء، وقد جدد عرضه بأن يعطي في العلبة 5000 أوقية قديمة، غير أن الطرف الآخر رفض، كما اتصل بأحمدو بمب، وردّ هو الآخر بأن النوعية المعروضة رديئة ولا يرغب في شرائها.
واعترف ولد ميلود لاحقا للمحققين بأنه أرسل صورة من الدواء للتراد عبد اللّٰه السالم باك، وهو ابن أخت أحمد بمب، مردفا أنه رد عليه بداية أنه لا يعرف هذه النوعية من الأدوية، لكنه عاود الاتصال به بعد أسابيع وطلب منه 3500 علبة لزبون يريدها.
وأردف ولد ميلود أنه اتصل بمحمد الأنوار وأبلغه بوجود زبون يريد 3500 علبة دواء، وسأله عن الثمن، ورد عليه بأنه 8000 أوقية قديمة، وبعد مفاوضات اتفقوا على 7500 أوقية قديمة عن العلبة، مع منح ولد ميلود 500 أوقية كعمولة.
وأكد ولد ميلود أنهم أثناء التحضير لهذه العملية تم القبض عليهم، ولم تتم الصفقة إلى الآن، مشددا على أن العلبة الأولى عادت لمولاي السالم التقي الذي وصلته منه أصلا.
ولد التقي ثاني الحلقات
الحلقة الثانية في مسار العلبة الأولى في ملف "حبوب الهلوسة" كان مولاي السالم التقي (1982 كرو)، وقال للمحققين إن الحسين ولد حامد أرسل إليه صورة دواء وطلب مني ترويجه، وكان بجانبه وقتها محمد المصطفى ولد ميلود، حيث سأله إن كان يعرف هذا الدواء، وهو ما رد عليه بالنفي، وطلب إرسال الصورة له.
وقال ولد التقي إن الحسين أبلغه لاحقا بأن الدواء الذي أرسل له صورته غير صالح للبيع، مؤكدا أنه طلب منه إخراجه من الموضوع.
ولفت ولد التقي أنظار المحققين إلى أنه قدم حديثا لموريتانيا، حيث وصلها نهاية يناير 2025، ودخل مجال سمسرة العقارات.
ونفى ولد التقي بشدة أن يكون قدّم للدرك رشوة أو عرضها عليهم، كما نفى علاقته بمبلغ 7 ملايين المحجوز لدى الدرك بمبرر تقديمه كرشوة للأفراد المنفذين للعملية.
واعترف ولد التقي للمحققين بعلاقته بالمتهم الآخر في الملف، محمد المختار ولد ميناط، مردفا أنه تعرف عليه في أنغولا حيث كان يسير وكالة سفريات، وبلغه أنه احتال على بعض زبنائه، كما التقاه قبل نحو أسبوع في مطعم في البوادي يسمى "اتناعيت" وتناولا العشاء سويا، وكان معها متهم ثالث في الملف هو الحسين ولد حامد، مرجعا بداية علاقته بالأخير إلى أغسطس 2024.
وأضاف ولد التقي أن ولد حامد طلب منه مرة ترويج بعض البطاطس، قبل أن يرسل له صورة علبة من حبوب المؤثرات العقلية ويطلب منه ترويجها، وهي صورة العلبة التي عرضها هو على محمد المصطفى ولد ميلود.
ولد حامد ثالث الحلقات
الحسين ولد حامد (1986 الطينطان) كان ثالث الحلقات التي وصلها المحققون في تتبع أولى علب الحبوب المهلوسة، حيث أكد للمحققين أن الحسن ولد جدين عرض علي شراء دواء يسمى PREGABALIN، وأخبره أنه يبيع علبته بمبلغ 5000 أوقية قديمة، وأعطاه علبتين منه.
وأضاف ولد حامد – وهو تاجر خضروات في سوق مسجد المغرب – أنه بعد استلام العُلبتين اتصل بمولاي السالم التقي وسأله إن كانت له حاجة في شراء بعض الدواء، ليرد الأخير بالنفي، قبل أن يعود ويخبره بأنه وجد من يرغب في شراء الدواء.
ونسب ولد حامد إلى الحسن ولد جدين قوله إنه يحصل على من يستجلب الدواء عبر مطار نواكشوط الدولي - أم التونسي، وإن لديه شركة تعمل في مجال الصيدلة.
كما تحدث ولد حامد عن تلقيه اتصالا من صديق له يقيم في تركيا، ويسمى سيدي محمد ولد اماده، وذلك خلال شهر رمضان، حيث طلب منه الاتصال بالحسن ولد جدين، وأخبره أن لديه دواء يباع، مردفا أنه اتصل به بهدف تحقيق أرباح من خلال السمسرة، كما ذكره لبعض أصدقائه ومن بينهما مولاي السالم التقي الذي أبدى رغبته في شرائه، وعندما عاود الاتصال بالحسن أخبره أن الدواء نفد.
وبرر ولد حامد احتفاظه بالعلبتين، وعدم إعادتها للحسن ولد جدين، بأنه كان يهدف من وراء ذلك إلى عرضهما على من يبحث عن شرائهما.
وتحدث ولد حامد عن تلقيه اتصالا من مواطن سوري يسمى عدنان، أبلغه خلال الاتصال أن لديه شحنة من الأدوية في مطار دبي، مؤكدا أنه أخبر مولاي السالم التقي بالأمر، وطلب منه عنوان شركة لإرسال الشحنة عليه، فكلّم ولد التقي ولد ميلود، حيث أرسل العنوان، وتم تزويد السوري به، لكنه لم يرسل الشحنة.
واعترف ولد حامد بأنه زار الحسن ولد جدين مرتين، أولاهما لاستلام عينة الدواء، أما الثانية فكان رفقة محمد ولد احمان، وكان معها ثالث قال إنه لا يعرفه، لكنه رجح أنه صحراوي، حيث عرض عليهم الحسن الدواء، لكنه رفضوا شراءه، ووصفوه بأنه رديء.
كما تحدث ولد حامد للمحققين عن علاقته بالمتهم معه في الملف محمد المختار ميناط، حيث قال إنه تعرف عليه في تركيا 2021، وكان يقترض منه بعض المبالغ أحيانا، كما زاره في المغرب للقاء مغربي يسمى أبو سيف، وذلك بهدف شراء أرض في منطقة حرة بالمغرب، وهي العملية التي لم تتم – حسب قوله -.
ولد الزين آخر الحلقات..
مولاي الحسن محمد عبد الرحمن الزين (1990 تيارت) اعترف للمحققين أنه التقى الحسين ولد حامد خلال شهر رمضان الأخير، وذلك في شقة مستأجرة من طرف أخيه الأكبر العربي ولد جدين، وكان في الشقة مواطن سوري يسمى أبو احسين.
وأضاف ولد الزين أن الحسين ولد حامد طلب منه رقم أخيه العربي ولد جدين، وادعى أن بينهما معرفة سابقة، لكنه رفض منحه الرقم، وعند ما تحدث مع العربي، وقدّم له مواصفاته، نفى معرفته، وأمره بعدم منحه الرقم.
وأكد ولد الزين أن الحسين ولد حامد أخذ رقمه واتصل عليه بعد أيام وعرض عليه بعض الأدوية مؤكدا أنها مربحة، ومتحدثا عن حاجته إلى شريك، كما أرسل له صورا ومقاطع فيديوهات من نوع الأدوية.
وقال ولد الزين إنه رفض التعامل مع ولد حامد لأنه أحس بخطورة الموضوع، حين أخبره أنه لا يمكن إدخاله بطريقة طبيعية،
وتحدث ولد الزين عن لقاء آخر جمعه مع ولد حامد بعد إلحاحه، وكان معه رجلان كبيران في السن أحدهما صحراوي، مؤكدا أنهم حثوه على شراء الدواء، مؤكدين أن العلبة الواحدة منها قد تباع بـ14 ألف أوقية قديمة، غير أنه أصر على موقفه الرافض للتعامل معهم.
وحصلت وكالة الأخبار المستقلة على معلومات خاصة من مصادرها تتعلق بالملف المعروف إعلاميا بـ"ملف حبوب الهلوسة" والذي يشمل 32 شخصا، أحال قاضي التحقيق 11 منهم إلى السجن، ووضع 18 آخرين تحت المراقبة القضائية، فيما يوجد اثنان من المشمولين بالملف في حالة فرار.
وتكشف المعلومات التي حصلت عليها الأخبار، اعتراف أفراد موقوفين ضمن الشبكة بإدخال عشرات الآلاف من أكياس حبوب المؤثرات العقلية، غالبيتها بالتعاون مع جمركي يعمل في مطار نواكشوط الدولي (في حالة فرار) وبعضها عن طريق وسيط جمركي في ميناء نواكشوط.
وبحسب اعترافات الموقوفين، فقد تمكّنت الشبكة من تسويق وبيع تلك الكميات الكبيرة داخل البلاد، وفي دول الجوار، في حين لم تتجاوز الكمية التي حجزتها قوات الدرك خمسة آلاف كيس إلا بقليل.
وتؤكد المعلومات، التي تنفرد بنشرها الأخبار على حلقات، أن غالبية الأدوية مصدرها من الهند، وأنها وصلت إلى موريتانيا عبر دبي في الإمارات العربية المتحدة، كما وصل بعضها من الصين.
وتكشف المعلومات الخاصة وجود عدة أجانب ارتبطت بهم الشبكة في مرحلة من مراحل عملها، من بينهم هندي، وسوري، ولبناني، وجزائريون، ومغاربة، وصحراويون.