الأخبار (نواكشوط) – توقعت الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية أن تكون بداية موسم الأمطار لهذا العام عادية إلى مبكرة على عموم البلاد، باستثناء الأجزاء الغربية، حيث ستكون بداية الموسم عادية إلى متأخرة.
وأضافت الهيئة في نشرة التوقعات الموسمية للخصائص الزراعية والمائية والمناخية لموسم الأمطار سنة 2025 في موريتانيا، أن التحاليل أظهرت درجات حرارة أسطح البحار (TSM) التي سجلت في أحواض المحيطات وكذا توجهاتها المستقبلية ومخرجات الوسائل الإحصائية والدينامكية وتوقّعات النماذج المناخية للمراكز الدولية المتخصصة أن الظروف الحرارية لهذه السنة 2025 قد تكون مواتية شيئا ما للمجاميع المطرية للفترة الزمنية يونيو ويوليو وأغسطس (JJA) ويوليو أغسطس وسبتمبر (JAS) لخريف هذه السنة على معظم مناطق البلد.
وذكرت الهيئة أن التبريد الذي يلاحظ حاليا في المحيط الأطلسي وخاصة علي السواحل الموريتانية السنغالية من خلال محطات المراقبة الساحلية والذي سيستمر تدريجيا خلال الأشهر المقبلة وفقا لإسقاطات النماذج المناخية، قد يؤدي إلى تأخير بداية موسم الأمطار في المناطق الجنوبية الغربية، أو حتى قد يخلق ظروفا أقل ملاءمة لتطور السحب الماطرة.
وأوضحت الهيئة أن الموسم قد يشهد فترات توقف للأمطار، مشيرة إلى أنه من المحتمل أن تشهد الفترة يونيو ويوليو وأغسطس فترات توقف، وفترات انقطاع للمطر متوسطة إلى قصيرة على أجزاء كبيرة من الشريط الزراعي الرعوي للبلاد.
ولفتت في ذات السياق إلى أنه ستكون هذه التوقفات طويلة إلى متوسطة علي عموم التراب الوطني في النصف الثاني من الموسم أي الفترة يوليو أغسطس وسبتمبر.
وتحدثت النشرة عن المجاميع المطرية المنتظرة خلال موسم الأمطار لسنة 2025 في موريتانيا، لافتة إلى أن فترة يونيو ويوليو وأغسطس يتوقع أن تسجل المجاميع المطرية وضعية متوسطة أو فائض أي ما يعادل متوسط المجاميع المطرية أو أكثر للفترة المرجعية (1991 - 2020).
ورأت الهيئة أن الاحتمال الأكبر أن تسجل المجاميع المطرية وضعية متوسطة أو فائضا بثقة 50% و30% تباعا على وسط وشمال البلاد أما 20% المتبقية فهي للسناريو الأقل احتمالا حالة عجز المنطقة التي تشمل شمال الحوض الشرقي وأغلبية مناطق تكانت وأقصى شمال العصابة وجل آدرار و إنشيري وتيرس الزمور وداخلت نواذيبو.
وذكرت أن الاحتمال الأكبر أن تسجل المجاميع المطرية في الأجزاء الجنوبية الغربية وضعية متوسطة أو عجزا بثقة 40% و 35% تباعا أما 25% المتبقية فهي للسناريو الأقل احتمالا فائضا، المنطقة التي تشمل كوركول وجنوب غرب العصابة باركيول، كرو والغايره والبراكنه ووسط وجنوب الترارزو و ولايات نواكشوط.
وقالت الهيئة إنه نظرا للطبيعة الممطرة للموسم بشكل عام المتوقعة هذه السنة متوسط الي فائض في يونيو - يوليو وأغسطس ويوليو - أغسطس وسبتمبر على أغلبية المناطق فإن خطر الفيضانات عال جدا، مما قد ينتج عنه فقدان الأرواح البشرية والمحاصيل والسلع المادية وفقدان المواشي، خاصة في المناطق المكشوفة.
ونصحت الهيئة بتعزيز نشر التوقعات الموسمية وتحديثاتها من أجل إعلام وتوعية المجتمعات بشأن المخاطر واتخاذ التدابير اللازمة لتجنب الكوارث، من خلال دعم جهود الصحافة ومنصات الحد من مخاطر الكوارث والمنظمات غير الحكومية وأنظمة الإنذار المبكر.
كما نصحت بتعزيز قدرات المراقبة والتدخل للوكالات المسؤولة عن مراقبة الفيضانات، والحد من مخاطر الكوارث والمساعدات الإنسانية.
ودعت الهيئة إلى مراقبة عتبات التنبيه عن كثب في المواقع المعرضة للفيضانات وخاصة في حوض نهر السنغال، وتفعيل التعاون القوي بين خدمات الهيدرولوجيا والأرصاد الجوية من أجل السماح للإدارة الاستباقية لمخاطر الفيضانات في المناطق المعنية.
وأوصت الهيئة بالاستخدام الأمثل للتدفق المتوسط إلى الزائد المتوقع للسهول الفيضية لحوض نهر السنغال من خلال تطوير المحاصيل المروية، وزيادة الاستثمار في المحاصيل ذات المردودية العالية و التي تتحمل الظروف الرطبة كالأرز وقصب السكر.
كما أوصت بإقامة أنظمة لجمع وحفظ مياه الجريان السطحي للاستخدام الزراعي والمنزلي في موسم الجفاف.
وقالت إن التنفيذ الدقيق لهذه التوصيات يمكن أن يُسهم في التخفيف من الصعوبات التي يواجهها السكان الأكثر هشاشة حاليا.