تصاعدت مؤخرا خطابات شرائحية نتنة غذتها سياسة ترك الحبل على الغارب لكل ناعق ولاعق لأحذية الغرب الذي يشجع فكرة تفكيك المفكك، ويعمل بشكل ممنهج على إذكاء الفتن والحزازات بين أبناء الوطن الواحد تلاعبا بلحمة المجتمع وزرعا للتباغض بين أفراده.
لمصلحة من تتعالى تلك الأصوات المنكرة المعرضة بهذه الشريحة أو تلك؟ لماذا لا نجرم التنابز الشرائحي تجريمنا للمخدرات وحبوب الهلوسة القاتلة؟
إذا كانت المخدرات تفسد العقل وتدمر المجتمع، فإن التنابز الشرائحي نار ماحقة ما تلبث أن تقضي على الأخضر واليابس، ونذير شؤم يعصف بكيان المجتمعات.
المجتمع الموريتاني يدين بدين الإسلام بنسبة 100%، فأي داع للعب بوحدة شرائحه؟ ولمصلحة من يتم النفخ في الفروق التكاملية بين الشرائح وتحويل تنوعها البناء إلى مصدر قلق وموضوع للتندر.
أنصح الدولة بالضرب بيد من حديد على كل خطاب يمس من شريحة أو قبيلة، وأن تعزز خطاب الوحدة وترسخ ثقافة دولة العدل والقانون، فلم تعد الشرائح المهضومة تقبل أن تباع قضاياها في سوق المزايدة وتستخدم ورقة سياسية رخيصة، التهميش هو أعدل الأشياء قسمة بين مكونات هذا الشعب للأسف، فلا توجد شريحة مهمشة دون أخرى، ومن رضي لنفسه القاع فلا تنفع معه كل سياسات التمييز الإيجابي ومحاولات الانتشال.
تحولت الخطابات الشرائحية إلى تقنية إلهاء وقنبلة دخانية تحجب واقع ارتفاع الأسعار والقمامة المنتشرة في الشوارع، والأدوية المزورة واستخدمه البعض تجارة ومصدرا لاستدرار دولارات المنظمات الداعمة "للمهمشين"، أدواتها السب والشتم والتنمر، فمتى نضع حدا بالقانون لفوضى التنابز الشرائحي؟