على مدار الساعة

السرطان في العالم وفي موريتانيا.. أرقام مقلقة ومعطيات مخيفة

13 مايو, 2025 - 01:45
محمد عينين أحمد - رئيس الجمعية الموريتانية للسلامة والصحة المهنية والمحافظة على البيئة

تحتل حاليا الوفيات بسبب الأمراض السرطانية، مرتبة متقدمة جدا على قائمة أسباب الوفيات بين البشر، وهي الوفيات المتوقع ازديادها بشكل مضطرد في المستقبل القريب.

 

ففي عام 2021، تخطى عدد الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بالسرطان حاجز العشرين مليونا للمرة الأولى في التاريخ، بحسب آخر تقرير (2024) نشرته منظمة الصحة العالمية والوكالة الدولية لأبحاث السرطان.

 

شهد عام 2022 حوالي 20 مليون حالة جديدة من السرطان، وتوفي 9.7 مليون شخص بسبب السرطان في جميع أنحاء العالم. بخطر وفاة 1 من كل 12 امرأة، ورجل 1 من كل 9 رجال يتوفون بسبب السرطان.

 

نفس الأرقام تتوقع 353 مليون مصاب بحلول عام 2050، بزيادة تقارب 77%. على الرغم من أنه يمكن حاليا تحقيق الوقاية، والشفاء التام من العديد من الأمراض السرطانية.

 

وتُرد هذه الزيادة المطردة في الإصابات بالأمراض السرطانية وفي الوفيات الناتجة إلى التغيرات الحادثة في نمط حياة إنسان العصر الحديث، وخصوصا زيادة استهلاك الأطعمة غير الصحية، وتراجع مقدار ونوعية النشاط البدني والرياضي، واستخدام منتجات التبغ والمشروبات الكحولية.

 

ومما لا شك فيه أيضا، أن اكتشافات واختراقات الطب الحديث خلال العقود الماضية، وما نتج عنها من زيادة في متوسط أو مؤمل العمر البشري، قد ساهم أيضا بشكل غير مباشر في رفع نسبة المصابين، فالمعروف والثابت، أن احتمالات الإصابة بالسرطان تزداد مع تقدم العمر، وترتفع بشكل كبير بين من بلغوا خريف العمر.

 

في موريتانيا لا توجد أرقام دقيقة عن انتشار المرض، وأحدث المعلومات ما صرح به وزير الصحة السابق 2022 أن عدد المصابين بمرض السرطان وصل 1452 مريضا، تُمثل نسبة الإناث منهم 54%.

 

نُحاول في هذا المقال تسليط نظرة سريعة على انتشار المرض، وأنواعه المنشرة مع بعض التوصيات.

 

إن ارتفاع الأرقام يعود إلى النمو الديمغرافي، سهولة الوصول المتزايد إلى فحوصات الكشف عن السرطان وتشخيصه، شيخوخة السكان، زيادة الوزن، نمط الحياة من نظام غير متوازن وبقدر غير كافي من الفواكه والخضروات، والتبغ وبعض الأمراض المعدية.

 

تعتبر السرطانات الأكثر شيوعا هي:

- عند الرجال: سرطان الرئة، البروستات، سرطان القولون، المثانة،

- عند النساء: سرطان الثدي، الغدة الدرقية، عنق الرحم، القولون، المبيض،

 

وترتكز الاستراتيجيات الهادفة إلى خفض الوفيات الناتجة عن السرطان على التشخيص المبكر للأمراض السرطانية التي لم تظهر أعراضها وعلامتها بعد، وخصوصا الأنواع القاتلة منها، مثل سرطان البنكرياس وسرطان المبيضين. حيث يعتبر التشخيص المبكر للعديد من الأمراض السرطانية، من أهم العوامل في تحديد نسبة الشفاء واحتمالات النجاة.

 

فالدراسات الواحدة تلو الأخرى، تظهر أن الكشف المبكر عن السرطان من خلال الفحوص الطبية المسحية، يمكنه أن يخفض من الوفيات بنسبة تصل أحيانا إلى 35%. ولكن هذه الفحوص المسحية ما زالت تواجه مشكلات علمية وفنية، تعيقها من أن تصبح ممارسة يومية، وتمنعها من أن تكون أكثر فاعلية في اكتشاف الأمراض السرطانية مبكرا.

 

وتتمحور حاليا الكثير من الجهود الهادفة إلى تحقيق الوقاية من الإصابة بالأمراض السرطانية، وعلاجها إذا ما حدثت الإصابة، هنا نستعرض أبرز الطرق الوقائية التي يُنصح بها وهي:

- تجنب التدخين والكحول والتعرض لأشعة الشمس بكثرة بدون حماية،

- تجنب الملح والإفراط في اللحوم الحمراء ومشتقاتها والمأكولات المطبوخة في حرارة مفرطة.

- إتباع نظام غذائي متوازن أساسه الخضراوات والفواكه.

- ممارسة الرياضة ونقص الوزن الزائد.

- تجنب الهواء الملوث في البيت والعمل من خلال تهوية الأماكن بانتظام وتجنب مسببات التلوث.

- التلقيح ضد الإمراض المعدية كفيروس الورم الحليمي البشري وفيروس التهاب الكبد "ب"، وتجنب الإصابات الميكروبية بنظافة اليدين والإجراءات الوقائية.

- الكشف الدوري والكشف المبكر عن السرطانات.