الأخبار (نواكشوط) – دشن الرئيس محمد ولد الغزواني اليوم الخميس مركز نواكشوط للبيانات، ووصفه المكتب الإعلامي للرئاسة بأنه هو "أول منشأة وطنية من نوعها، معتمدة وفق أعلى المعايير الدولية، لتخزين ومعالجة وحماية البيانات السيادية، ولتوفير خدمات رقمية مؤمنة للمؤسسات العمومية والخاصة".
وأكد المكتب الإعلامي تدشين المركز بأنه "لحظة فارقة من تاريخ التحول الرقمي الوطني، وتكريسا لسياسة السيادة الرقمية التي جعل منها مرتكزا رئيسيا لتحديث البيانات".
ويوفر المركز الجديد خدمات الاستضافة السحابية داخل الحدود الوطنية، وهو ما يُمكن المؤسسات من ضمان حماية بياناتها السيادية داخل موريتانيا، مع مرونة في الوصول وسرعة في الأداء، كما يوفر خدمة النسخ الاحتياطي المؤمّن، التي تتيح نسخ البيانات الحيوية بشكل تلقائي وآمن، مما يقلل من مخاطر فقدانها.
ووفق بيان المكتب الإعلامي للرئاسة، فإن المركز يوفر كذلك خدمة "استمرارية الأعمال والتعافي من الكوارث، لضمان جاهزية التشغيل في أي ظرف طارئ"، كما يوفر "بيئة مثالية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، والتحليلات الضخمة، وتطوير البرمجيات ذات الحساسية العالية، بفضل غرفه البيضاء ومقتضياتها الهندسية المتقدمة والبيئية الدقيقة".
وأضاف المكتب أن المركز جاء ليُجسد ضرورة التحكم الوطني في البيانات، بدل وقوعها في قبضة جهات أجنبية، وضمان سرية وأمن المعطيات الخاصة بالمواطنين والمؤسسات، وتعزيز الشفافية، وتوطيد الحوكمة الإلكترونية، ورفع قدرة الإدارة العمومية على تقديم خدمات إلكترونية فعالة وآمنة، وتحسين صورة البلد كمركز موثوق به للاستثمار الرقمي في المنطقة.
ووصف المكتب المركز الجديد بأنه يمثل حجر الزاوية في بناء اقتصاد معرفي، متين ومستقل، يُمهّد لانضمام موريتانيا إلى نادي الدول الرقمية الصاعدة، ويُعزز جاهزيتها لاغتنام فرص الثورة الصناعية الرابعة، القائمة على البيانات الضخمة والاتصال الدائم وأنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي والبلوكشين.
وأشار إلى تدشين المركز جاء ترجمة لسياسة طموحة، تسعى لإرساء بنية تحتية رقمية متطورة، تكون الأساس لاقتصاد رقمي مزدهر، وخدمات عمومية أكثر نجاعة، ومجتمع معلوماتي آمن، مردفا أن المركز ليس مجرد منشأة تقنية، بل هو إنجاز استراتيجي يمثل نقلة نوعية في مسار استقلالية القرار الرقمي الوطني، وتم تشييده وتجهيزه وفق مواصفات فنية وهندسية من الطراز الأول، ليكون في مصاف مراكز البيانات الكبرى، من حيث الأمان، الاعتمادية، والجاهزية التشغيلية.
وعدد المكتب الإعلامي خصائص المركز الجديد، ومنها حصوله على شهادة الاعتماد من المستوى الثالث الصادرة عن معهد آب تايم العالمي، والتي تُمنح حصرا لمراكز البيانات التي تضمن استمرارية تشغيل عالية (تفوق 99.982%)، بفضل بنية احتياطية للطاقة والاتصالات تضمن استمرار الخدمة دون انقطاع حتى في فترات الصيانة، والتطابق مع معيار الذي يعد من أكثر المعايير صرامة فيما يتعلق بأمن المعلومات، والبنية الكهربائية، وأنظمة التبريد، والربط الشبكي.
وأردف أن هذه الخصائص تجعل المركز بيئة موثوقة لاستضافة أكثر التطبيقات والأنظمة حساسية، وكذلك توفيره نقطة تبادل بيانات محورية تربط بين مقدمي خدمات الإنترنت والمشغلين المحليين والدوليين، مما يعزز من جودة وسرعة الإنترنت، ويقلص الاعتماد على المسارات الخارجية في حركة البيانات، وتصميم غرف الخوادم بتقنية "الغرف البيضاء" لتي تضمن أقصى درجات التحكم في الجسيمات والحرارة والرطوبة، مما يُوفر بيئة مثالية للحوسبة الحساسة والتطبيقات الحرجة.
وأقيم مبنى المركز على مساحة 1372م²، ويضم طاقة استيعابية تصل إلى 100 رف لخوادم البيانات، قابلة للتوسعة - مستقبلا - لمواكبة النمو المتسارع في الطلب على الخدمات الرقمية، كما يُوفر مجموعة متكاملة من الخدمات التي تُلبي حاجات مختلف الفاعلين في السوق، من إدارات عمومية، ومؤسسات مالية، وشركات ناشئة، ومزودي خدمات.