على مدار الساعة

أستاذ بكلية الطب: الذكاء الاصطناعي فرصة تاريخية لموريتانيا ا

7 مايو, 2025 - 01:38
 الأستاذ المساعد بكلية الطب في جامعة نواكشوط، ورئيس قسم التشريح المرضي، بالمركز الوطني للأورام الدكتور أحمد الهيبة مامين

الأخبار (نواكشوط) – وصف الأستاذ المساعد بكلية الطب في جامعة نواكشوط، ورئيس قسم التشريح المرضي، بالمركز الوطني للأورام الدكتور أحمد الهيبة مامين الذكاء الاصطناعي بأنه يشكّل فرصة تاريخية لتحسين النظام الصحي في البلاد بوتيرة أسرع من الطرق التقليدية.

 

وأضاف الدكتور ولد مامين في مقال له تحت عنوان: "الذكاء الاصطناعي والطب: بين الآلة والإنسان... فرصة تاريخية لموريتانيا؟"، أن "ذلك يتطلب رؤية استراتيجية، واستثمارًا حقيقيًا في البنية التقنية والموارد البشرية".

 

وأردف ولد مامين أن سد الفجوة الرقمية بشكل عام، والصحية منها بشكل خاص، "يجب أن يُصبح جزءاً من أهداف التنمية الوطنية، لكي لا تتخلّف منظومتنا الصحية عن الثورة الحالية".

 

ولفت في مقاله إلى أن الإرهاصات الأولى تُظهر - لحسن الحظ - التخطيط السليم في هذا الاتجاه، من خلال ما اطّلع عليه من الاستراتيجيات الوطنية في المجال الرقمي والمجال الصحي.

 

وذكّر الدكتور المهتم بالمعلوماتية الطبية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في المجال الصحي بأن موريتانيا تعدّ مثالًا على بلد نامٍ في طور تطوير بنيته التحتية الصحية والرقمية، مما يجعل إدخال الذكاء الاصطناعي عملية ذات تحديات خاصة.

 

وأشار إلى أنه لفهم الواقع، من المفيد ملاحظة أن نسبة كبيرة من المستشفيات والعيادات ما تزال تستخدم النظم الورقية في تسجيل البيانات الصحية للمرضى، كما أنه لا يوجد حتى الآن نظام وطني موحد للسجلات الطبية الإلكترونية، وهو ما يعني أن البيانات الصحية ما تزال متناثرة وغير منظمة، مما يجعل تطبيق حلول الذكاء الاصطناعي التي تعتمد على تحليل البيانات أمرًا صعبًا للغاية.

 

كما لفت إلى أن البنية التحتية التقنية، كشبكات الإنترنت عالي السرعة والخوادم المحلية، ما تزال محدودة، خاصة خارج العاصمة نواكشوط والمدن الكبرى، وهذا يعني وجود عقبات عملية واضحة لا بد من تجاوزها في موريتانيا قبل جني ثمار الذكاء الاصطناعي أو المعزَّز في المجال الصحي.

 

ودعا الدكتور ولد مامين لتطوير البنية التحتية الرقمية من خلال الاستثمار في تجهيز المستشفيات بالحد الأدنى من الحواسيب، والاتصالات، والشبكات الداخلية، مع تبني مشروع الملف الصحي الإلكتروني لكل مريض، فبدونه لا يمكن تشغيل أغلب تقنيات الذكاء الاصطناعي الفعالة.

 

واقترح أن يكون البدء "ببناء قواعد بيانات رقمية وطنية شاملة للأشعة، أو بيانات وطنية شاملة للأنسجة".

 

كما دعا لبناء القدرات البشرية، مؤكدا أن الكادر البشري هو العنصر الأهم في نجاح أي برنامج، لذا لا بد من البدء في برامج تدريب للأطباء والطواقم الصحية على المهارات الرقمية، وتشجيع الباحثين على الانخراط في مشاريع الذكاء الاصطناعي الصحي عبر الجامعات والتعاون العلمي الدولي.

 

وأكد الدكتور مامين ضرورة توفير الموارد المالية، وإدماج الإنفاق على التكنولوجيا الصحية ضمن الميزانية الصحية السنوية، "فـالاستثمار في التقنية هو استثمار في تحسين الكفاءة وتقليل الكلفة على المدى البعيد".

 

وشدد على ضرورة "القناعة من الآن بأن تكلفة التخلف تقنيًّا ستكون أعلى من تكلفة الاستثمار الآن"، مردفا أنه "رغم التحديات، فإن فرصة القفزة التقنية متاحة لموريتانيا، التي لا تمتلك نُظمًا تقليدية متجذرة يكلّف استبدالها ميزانيات إضافية".

 

ونبه إلى أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي والصحة الرقمية بشكل عام، يمكن أن تساعد في إيجاد حلول لنقص الكوادر الصحية، إذا تم تكييف هذه التقنيات والتطبيقات مع الواقع المحلي والبنية الصحية الوطنية.

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

- لقراءة نص المقال، اضغطوا هنا، أو زوروا ركن آراء