أيها المواطنون الأعزاء،
في زمن تتسارع فيه المتغيرات، وتشتد فيه التحديات على الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بات لزامًا علينا أن نرتقي فوق الخلافات، ونلتف حول قيمنا المشتركة، لنصنع معًا مستقبلًا يليق بتطلعات شعبنا.
منذ ثلاث سنوات، ومبادرة الشباب من أجل الوحدة الوطنية (IJUN) تعمل جنبًا إلى جنب مع المجتمعات المحلية، إيمانًا منها بأن الحوار البنّاء، والتلاحم الوطني، والعمل الواقعي، هي مفاتيح تحقيق التغيير المنشود.
وها نحن على أعتاب حوار وطني شامل، تحت رئاسة السيد موسى فال، فرصة تاريخية لا تتكرر، ندعو الجميع - من فاعلين سياسيين إلى قادة رأي ومواطنين - لاستغلالها بحكمة ومسؤولية، لبناء أرضية جامعة تُعبّر عن هموم الناس، وتترجم آمالهم إلى نتائج ملموسة، بعيدًا عن الجدل العقيم والخطابات المُفرّقة.
أولًا: لنضع الوحدة الوطنية في قلب مشروعنا الجماعي
إن هذا الحوار الوطني، الذي يُعقد في ظرف حرج ومفصلي، يمثل نافذة أمل لتوحيد الصفوف وبناء رؤية مشتركة نحو غدٍ أفضل. ولنضمن نجاحه، يجب أن:
- نرسخ المشاركة الشاملة: فصوت الشباب والنساء وسكان الأرياف والمهمشين ليس هامشيًا، بل هو أساس شرعية أي حوار حقيقي.
- نرفع من مستوى الخطاب: نرفض التراشق الكلامي والانقسام، وننتصر للحلول الواقعية التي تخدم المصلحة العامة.
- نضع آليات تنفيذ واضحة وشفافة: لأن الأقوال وحدها لا تكفي، بل يجب أن تترجم إلى أفعال، تُتابع وتُقيّم وتُحاسب.
إن وحدتنا ليست منحة، بل مسؤولية جماعية، نُحافظ عليها بالتضامن والعمل والتسامح.
ثانيًا: لنُحصّن اقتصادنا أمام الأزمات العالمية
في ظل أزمات اقتصادية عالمية متتالية، وتوجهات انغلاقية كما شهدنا في سياسات ترامب الحمائية، تبرز الحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى اقتصاد وطني resilient، قادر على الصمود ومواجهة التحديات.
نقترح في (IJUN):
- تنويع مصادر الاقتصاد الوطني: لننتقل من الاعتماد على الخارج، إلى الاستثمار في الزراعة، والصناعة، والتكنولوجيا.
- دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة: لأنها محرك التشغيل، وعصب الاقتصاد المحلي، وتحتاج إلى تمويل، تدريب، وولوج للأسواق.
- تحسين إدارة الموارد: لضمان عدالة التوزيع وتقليص الفوارق، حتى يستفيد كل مواطن من ثمار النمو.
الازدهار الحقيقي هو ذلك الذي يشمل الجميع، ويُبنى على أسس العدالة والاستدامة.
ثالثًا: نُعزّز المواطنة الواعية والمسؤولة
الديمقراطية ليست مجرد مؤسسات، بل روح يعيشها المواطن في سلوكه اليومي. مواطنة فعالة، ناقدة، ومبادِرة، هي ما تحتاجه أوطاننا اليوم.
ندعو إلى:
- وعي نقدي ومشاركة فعالة من المواطنين في الشأن العام، والابتعاد عن الانفعال والتطرف في الآراء.
- استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بإيجابية، كمنابر للتوعية والتلاحم، لا كمساحات للتفرقة والتضليل.
- استمرار منظمات المجتمع المدني في أداء دورها الرقابي، بروح مسؤولة، وبلغة واقعية وهادفة.
فبمواطنة فاعلة، تُبنى ديمقراطية حيّة، ومجتمع لا تُكسره العواصف.
رابعًا: فلنصنع معًا غدًا مشرقًا
إن الوحدة الوطنية ليست إرثًا جامدًا نرثه، بل مشروع حيّ نبنيه يومًا بعد يوم، بالحوار والتفاهم والعمل المشترك. فلنكن صنّاع سلام، ومهندسي تنمية، وحملة أمل.
لنبتعد عن النزاعات الصغيرة، وننصرف لما يجمعنا: العدالة الاجتماعية، التنمية المستدامة، والكرامة الإنسانية.
فلنعمل معًا من أجل وطنٍ تُحل فيه الخلافات بالحوار، وتتوحد فيه الطموحات في سبيل رفعة شعبنا ومكانة أمتنا.
عن المبادرة الشبابية من أجل الوحدة الوطنية (IJUN) لنُحيي روح السلام، ولنجعل من الازدهار واقعًا مشتركًا للجميع.