الأخبار (نواكشوط) – نظّمت فعاليات عمالية وتربوية وسياسية وصحفية وطبية ومدنية تجمعا جماهيريا بعد صلاة الجمعة، في ساحة الجامع الكبير بنواكشوط دعما للقضية الفلسطينية، واستنكارا لعمليات القتل التي ينتهجها الجيش الصهيوني في غزة.
ورفع المتظاهرون شعارات مندّدة بالعدوان الصهيوني على القطاع، كما رددوا هتافات دعما لسكان قطاع غزة.
وقرأ الأستاذ المختار ولد امبيريك بيانا باسم العلماء والأئمة والنقابات العمالية والتربوية والتيارات السياسية والصحفيين والأطباء وجميع القوى في المجتمع المدني الداعية للمهرجان.
وقال ولد امبيريك إن هذه الفعاليات ترفع صوتها في وجه ظلم تاريخي وعدواني ووحشي يمارَس في حق الأشقاء بقطاع غزة.
وأضاف أن ما يرتكبه الكيان الصهيوني من إبادة جماعية منظّمة بدعم غربي أمريكي صريح ليس مجرد انتهاك للشرائع السماوية والقوانين الدولية، بل جريمة أخلاقية تهز الضمير الإنساني، وتفضح العنصر الصهيوني.
وتحدث ولد امبيريك بالأرقام عن آخر إحصائيات الشهداء الفلسطينيين، لافتا إلى أنهم وصلوا 50 ألف شهيد حسب آخر الإحصائيات، أكثر من 18 ألف منهم من الأطفال، فيما تجاوز عدد الجرحى 115 ألفا من المدنيين العُزَّل.
ولفت إلى أن هذه الأرقام ليست مجرد أرقام بل هي أرواح تُزهق، وأحلام دفنت تحت ركام القصف الهمجي الذي دمّر أكثر من 85% من البنية التحتية بغزة، بما فيها المستشفيات والمدارس والمساجد.
وأوضح ولد امبيريك أن الحصار المفروض منذ 18 عاما، وتفاقم منذ السابع أكتوبر 2023 حوّل غزة إلى سجن إجرامي تمارس فيه عصابات إجرامية التجويع كسلاح حرب، مشيرا إلى أن 2.3 مليون نسمة يعانون من انعدام الأمن الغذائي ويموت الأطفال جوعا أمام أعين العالم، كما يموتون بقنابل الفسفور المحرمة دوليا، والذخائر الأمريكية المحرمة التي تستخدم لإحراق الأرض والبشر.
وقال ولد امبيريك إن العالم الظالم يقف ما بين المتفرج والمتواطئ، فيما يضاعف التخاذل العربي والإسلامي الرسمي والشعبي من وطأة المأساة تاركا غزة بمفردها تواجه مصيرا إباديا أمام آلة القتل الصهيوني الوحشية.
وأشار ولد امبيريك إلى أن احتشاد الشعب الموريتاني وتلبيته دعوة قواه الحية بهذا الزخم يُرسل رسالة واضحة بمدى الغضب والاستياء المتراكم والخذلان العربي والتواطئ العالمي مع الصهاينة بحق الفلسطينيين.
وطالب ولد امبيريك باسم الهيئات الموقّعة على البيان بالوقف الفوري والدائم للعدوان الصهيوني، ورفع الحصار عن غزة.
كما طالب بفتح جميع المعابر لتدفق المساعدات الإنسانية دون قيد أو شرط لإنقاذ شعب يواجه الموت جوعا وعطشا.
ودعا إلى التصعيد الشعبي العربي للضغط على السفارات الأمريكية والغربية المتواطئة في دعم جرائم هذه الحرب، مطالبا بمحاكمة قادة الكيان الصهيوني المحتل، بتهم الإبادة الجماعية وانتهاك حقوق الإنسان.
ودعا ولد امبيريك الأمة العربية والإسلامية إلى الانتفاضة ضد الصمت الرسمي المذل وقطع كل أشكال التطبيع مع الكيان المحتل.
وأكد ولد امبيريك أن التضامن مع غزة ليس خيارا بل هو واجب شرعي وفرض أخلاقي وقانوني وإنساني، لافتا إلى أن الشعب الموريتاني لن يسكت أمام المحرقة التي تزهق فيها أرواح الأبرياء بدم بارد.