قرار وزارة الدفاع وشؤون المتقاعدين وأبناء الشهداء زيادة مخصصات أبناء الشهداء واستحداث مخصصات جديدة لهم يعبر عن إرادة واضحة لرعاية أبناء الشهداء، والاهتمام بشؤونهم، وتأمين أوجه الدعم كافة لهم، لتمكينهم وتحقيق تطلعاتهم وآمالهم نحو المستقبل.
ويحمل رسالة وفاء وعرفان واستذكار لقيم التضحية والفداء في سبيل الوطن، وتجديد للعهد على مواصلة الوفاء لرسالة آباء الشهداء الخالدة في الدفاع عن الوطن، والحفاظ على أمنه واستقراره وإبلاغا واضحا أن موريتانيا الدولة والنظام لم ولن تنسى أبدا تضحيات أبنائها الشهداء الذين رووا بدمائهم تراب الوطن من أجل تحقيق الأمن والاستقرار وبناء غد أفضل.
إنها مناسبة كبيرة أوجه من خلالها الدعوة لرئيس الجمهورية ومعالي وزير الدفاع بضرورة استحداث يوم وطني للشهيد يتم الاحتفال به سنويا.
فيوم الشهيد يجب أن يترجم الماضي بدروسه وعبره والمستقبل بآماله وأمانيه وغاياته النبيلة.
وهو فرصة لتذكير أبنائنا اليوم بأن الحرية والسيادة والاستقلال ما كانت لتكون كلها لولا ما قدمه الآباء كثمن عظيم لها. وليستخلصوا بأنفسهم أنه لا تاريخ لشعب ولا مكانة له إن هو ترك نضالاته ورموز كفاحه وراء ظهره. ولكي يقفوا على حقيقة الاستعمار وما سببه من تدمير للقيم والثقافة والاقتصاد والمجتمع.
إن استحداث يوم وطني للشهيد فيه رجوع بالشعب وبذاكرته إلى البطولات والمقاومات التي كانت شاهدا على تاريخ كفاح الشعب حتى الاستقلال وفيه تعبير عن اعتزازه بكفاحه وبشهدائه وهو فرصة ليقف على معاني التضحيات الحقيقية من أجل الوطن.
وقد حظي الشهيد بقدسية وتكريم لا مثيل له لما خصه به الله من مكانة حميدة، وعرفان له لما قدمت يداه فهو الذي قدم نفسه وروحه قربانا للوطن والحرية والشرف.
قال تعالى في محكم كتابه: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِين}.