على مدار الساعة

طفرة في البودكاست برمضان والدراما تحافظ على نمطها التقليدي

7 مارس, 2025 - 17:48

الأخبار (نواكشوط) - عرف الإنتاج في مجال البودكاست، خلال شهر رمضان الحالي، ما يشبه الطفرة، فيما حافظ الإنتاج الدرامي على نمطه التقليدي.

 

وبثت القنوات التلفزيونية والإذاعة والمنصات الإعلامية، العديد من الأعمال الدرامية، تناولت قضايا مختلفة، فيما تم بث العديد من برامج البودكاست

 

وعرض مع مطلع شهر رمضان لهذا العام قرابة العشرين عملاً ما بين البودكاستات، والأعمال الدرامية.

 

وتمتاز غالبية المسلسلات التي تم عرضها بالحضور الكوميدي البارز، في حين كان طابع البودكاستات الاسترسال في سرد الوقائع والعفوية.

 

تصنيف المحتوى

 

وحافظ محتوى المسلسلات على نمطه التقليدي الذي يعيد إحياء الملامح البدوية وطبيعة حياتها، مرورا بالمحتوى الفكاهي والهادف إلى تسلية المشاهد وتوصيل رسائل توعوية، ووصولا إلى المحتوى الشعبي الساخر والذي يعالج الاختلالات المجتمعية أو التقاليد السائدة.

 

فيما تميل البودكاستات في أغلب ما تم عرضه، إلى سرد التجارب الشخصية والمسار المعرفي للضيوف، بينما يغلب تارة على بعضها الآخر الطابع السطحي والعشوائي، ومع ذلك امتاز بعضها بتنوع المواضيع الفكرية والسياسية والاجتماعية من خلال استضافة ضيوف متنوعين، تبرز محطاتهم المعرفية واهتماماتهم.

 

المعالجة والاشتراك

 

ركز ما عرض من أعمال درامية تقليدية حتى الآن، على معالجة المشاكل الاجتماعية والاختلالات السلبية بما يتماشى مع عادات المجتمع، حيث يتم تجسيد هذه القضايا من خلال هذه الأعمال.

 

أما البودكاستات، فتتناول القضايا المجتمعية من خلال تجارب الضيوف وتقديم خلاصة تلك التجارب وأبرز محطاتها.

 

واشتركت الأعمال الدرامية والتجربة الجديدة للبودكاسات في كثير من الأساليب التي يقدم بها المحتوى وخصوصا الأسلوب العفوي والفكاهي.

 

الإنتاج الدرامي بعيون المنتجين 

 

يرى الممثل والمنتج بونا اميده أن الإنتاج الدرامي يحتاج لجهة إشراف تضبط هذا المجال حيث توجد الآن بعض الأعمال الدرامية المعروضة "تحترم المعايير الفنية والمهنية، في مقابل أعمال أخرى لا تقدَّم وفق هذه المعايير".

 

ويشير ولد اميده في حديث للأخبار، إلى أن "غياب جهة الإشراف والضبط هو ما يؤدي إلى تمييع المجال وظهوره بشكل غير لائق".

 

أما فيما يتعلق بمضامين الأعمال الدرامية فيعيد بونا تقييم جودتها لكتابها، مضيفا أنه "حين تسند كتابة العمل الدرامي لكاتب نوعي فسيستطيع من خلاله أن يقدم معالجة فنية تخدم المجتمع وتقدم رسائل تعكس دور العمل الدرامي في تغيير العقليات والمسلكيات".

 

من جانبه، يلاحظ الشاعر محمد إدوم وجود "ثورة في العمل الدرامي والبودكاست، وصلت إلى بعض المؤسسات التقليدية كالإذاعة والتلفزيون، بل وحتى إلى المنصات الرقمية" مضيفا أن هذا الكم لا يخدم الكيف لحد اللحظة لكن يبقى في مجمله مفيدا وقابلا للتطوير.

 

وأشار ولد إدوم في حديث للأخبار إلى أن مضامين هذه الأعمال "تعالج الواقع الاجتماعي وإن بصيغ مختلفة، حيث تركز بعض البودكاستات على الجانب الاجتماعي بشكل موجّه ولكن تبقى الجوانب الأخرى ظاهرة في هذه البودكاستات".

 

وعبر ولد إدوم عن أمله في أن تستمر الأعمال الدرامية في الازدياد مع التركيز على الجودة والمحتوى والقيمة المضافة التي تجعل من الكم كيفًا يستطيع أن ينافس الأعمال الدرامية خارج البلد.

 

تثمين ونقد وسخرية 

 

وعلى وسائل التواصل الاجتماعي تعددت الآراء في المحتوى الدرامي الرمضاني في موريتانيا، بين التثمين والنقد والسخرية.

 

يقول أحمدو أحمد لبات، في منشور عبر فيسبوك، إنما عرض من دراما "لا يستحق المشاهدة" متسائلًا عن إمكانية "إطلاق لفظ دراما على خمس أو سبع دقائق بلا قصة حقيقية ولا ملامح".

 

وكتبت مقدمة بودكاست "راص امردة" آمال حميدي، عبر فيسبوك، أن الجميع "يعاني من مشكلة رداءة الصوت" كما لاحظ الإعلامي محمد حيدرة مياه "انعدام" الاحتراف في الصوت والإضاءة، معتبرا أنهما "في ذيل اهتمامات المنتجين والفنيين".

 

"مسلسل الحكاية" الذي تبثه قناة الأسرة والذي عُرِّف بأنه "ملحمة اجتماعية" واجه انتقادا من البعض قبل نشره، واتهم إمام مسجد ذي النورين بتفرغ زينه اباه بداه في تدوينة له، قناة الأسرة بأنها تتطوع بـ"مسلسل من مسلسلات الغواية والفجور، حتى لا تنقطع الغواية ولو في شهر الصيام، كي تقر عين الشيطان ويسخط الرحمن".

 

فيما قال كاتب سيناريو المسلسل الإعلامي الربيع إدومُ إنّ "نقد الأعمال الفنية شائع، لكن على الأقل بعد تقديمها"، مردفًا أن "إدانة المسلسل قبل بثه لا يمكن أن يُفهم خارج سياق المنافسة والترصد والكيد".

 

ووصف ولد ادومُ المسلسل بأنه "تدوين جديد لجزء من حياة المجتمع"، وأنه "صراع غير مسبوق بين الأجيال والأفكار والطبقات يتاح على شاشة موريتانية وبأيادي موريتانية، حيث عمل الكثير من الأشخاص لصناعة خطوة في طريق رفع سقف الدراما الموريتانية".

 

وحظيت الحلقة الأولى من المسلسل بـ31 ألف مشاهدة، حيث علق المنتج بون أميده قائلًا: "بعد أربع وعشرين ساعة على بث الحلقة الأولى، مسلسل الحكاية يتصدر قائمة الأكثر مشاهدة في موريتانيا".

 

وبخصوص برامج البودكاست الرمضانية، كتب الإعلامي محمد احريمو: "جائزة نقدية لمن يخبرني بعدد بودكاستات رمضان في القنوات والمنصات والمواقع والتطبيقات".

 

بينما علق عضو المكتب الإعلامي للرئاسة المصطفى البو قائلًا: "ولا واحد فيهم بودكاست حقيقي، لكن للأمانة، كلهم اشتروا المايكروفون المعكوف".

 

واعتبر ولد احريمو أن المقابلة في البودكاست "حين تكون دون تحضير أو إعداد، ويكون اختيار الضيف فيها دون انتقاء لسبب مهني، مع الأسئلة غير الممنهجة، تؤدي إلى خسارة الطعام، وتضييع بعض الفرص الثمينة مع بعض الشخصيات".

 

وفي المقابل كتب الصحفي محمدي موسى دهاه على صفحته بالفيسبوك: "البودكاست ساهم في توثيق تاريخ مهم لشخصيات كانت غائبة عن المشهد، هذه الحمّى وإن كانت مستهلكة، فهي بلا شك وثقت محطات كانت ستطمر مع الوقت"، مضيفا أنه "لا مشكلة في كثرة المقابلات؛ سواء أمام مكيروفون أعوج أو غيره، المهم هو إجراء الكثير من المقابلات ونشرها على الإنترنت، موريتانيا حتى وقت قريب لم يكن لديها محتوى على الإنترنت، فليختر كل متابع غايته بحرية تامة دون الحجر على المحتوى بحجة كثرته".

 

وشارك بعض العلماء بالبلد في برامج مصورة، حيث بثت شبكة السراج الإعلامية في بودكاست "تجربة" لقاء مع الشيخ محمد الحسن الددو، تحدث فيه عن ذكرياته مع شيخه العلامة محمد عالي بن عدود ويوميات المحظرة، زادت مشاهدته إلى 165 ألفا.

 

كما أطلقت قناة المحظرة الرسمية بودكاست يستضيف أعلام المجلس العلمي لإذاعة القرآن الكريم وقناة المحظرة الموريتانية ويعرف بهم وبمسيرتهم العلمية والتربوية، أسمته "بودكاست المحظرة".

 

ولاقت حلقته الأولى التي استضافت الفقيه أحمد النيني للحديث عن مواقفه واستعراض مشاهد كان لها الأثر في تكوينه وتصدره للمشهد العلمي مع استحضار ذكرياته مع الإذاعة وبداية مشواره المهني في حوار دام ساعة وعشرين دقيقة، وصل عدد مشاهداتها إلى أكثر من 200 ألف على منصتهم بالفيسبوك، بعد خمسة أيام من بثه.

 

كما أعلنت قناة "صحراء24" في أيام رمضان الأولى عن بودكاست "مبتدأ" تناولت حلقته الأولى "مؤتمر توكومادي كيف بدأت حركة الكادحين"، وذلك مع عينينا ولد أحمد الهادي، وزاد عدد مشاهدتها على 26 ألف بمنصتهم على الفيسبوك، فيما وصل عدد مشاهدتها على قناتهم باليوتيوب لـ2900.

 

كما قامت صحراء 24 بإنتاج بودكاست "مؤشرات" ناقشت حلقته الأولى موضوع "القروض البنكية في موريتانيا: متى يجب أن تأخذ قرضًا؟" مع الخبير المصرفي المختار باباه، بلغ عدد مشاهداتها بعد أكثر من 12 ساعة على بثها 3.300 بمنصة الفيسبوك، 122 مشاهدة على اليوتيوب.