على مدار الساعة

سفير فرنسا: نقف إلى جانب موريتانيا للحفاظ على سلم وأمن البلاد

19 يوليو, 2024 - 18:29
سفير فرنسا في موريتانيا ألكسندر غارسيا

الأخبار (نواكشوط) – أكد سفير فرنسا في موريتانيا ألكسندر غارسيا أن فرنسا ستقف إلى جانب موريتانيا في إنجاز مشروعها الطموح والضروري للحفاظ على سلم وأمن البلاد، لافتا إلى أن الرئيس محمد ولد الغزواني سيواجه العديد من التحديات التي سيتغلب عليها من أجل تحسين أوضاع المواطنين الموريتانيين.

 

وقال غارسيا في مقابلة مع وكالة الأخبار المستقلة إن فرنسا رحبت "بإعادة انتخاب السيد محمد ولد الشيخ الغزواني رئيسا للجمهورية الإسلامية الموريتانية. وبعث له الرئيس إيمانويل ماكرون ببرقية تهنئة حارة ونقل له تمنياته بالتوفيق، تلك التهنئة موجهة أيضا إلى جميع الموريتانيين".

 

وأضاف السفير في مقابلته أن الرئيس ماكرون أعلن عن استعداده التام لمواصلة العمل مع الرئيس الغزواني لتعزيز الشراكة الثنائية.

 

وهذا نص المقابلة:

الأخبار: سعاد ة السفير، كيف تصفون الوضع الحالي للعلاقات ومستوى التعاون بين موريتانيا وفرنسا؟

السفير ألكسندر غارسيا: العلاقات الثنائية بين فرنسا وموريتانيا جد جيدة وتشمل مجالات متنوعة ومختلفة. على المستوى السياسي، وقبل كل شيء فالعلاقة ممتازة بين رئيسي دولتينا، الرئيسين ماكرون وغزواني. وقد زار الرئيس الغزواني فرنسا عدة مرات في السنوات الأخيرة، وكان آخرها في 29 مايو لتناول وجبة الغداء في الإليزيه، وسيحضر حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية 2024 في باريس بعد أيام قليلة، وبلا شك سيحضر أيضا القمة الفرانكفونية التاسعة عشرة في Villers-Cotterêts في بداية شهر أكتوبر.

 

كما تتقاسم فرنسا وموريتانيا رؤية مشتركة حول معظم القضايا الدولية والإقليمية الرئيسية، ولا سيما مسألة الأمن في منطقة الساحل. والاتصالات منتظمة بين وزرائنا وبرلمانيينا وجيوشنا وكبار موظفينا. وعلى سبيل المثال، سأذكر التبادلات التي نشجع وندعم بين مجموعات الصداقة البرلمانية في الجمعيتين الوطنيتين الفرنسية والموريتانية.

 

وتؤسس هذه العلاقة الثنائية أيضًا على الروابط الإنسانية بين بلدينا من خلال الجالية الموريتانية في فرنسا، فهناك ما يقرب من 30 ألف شخص مع مزدوجي الجنسية، الناشطين جدًا في دعم موريتانيا على طريق التنمية الاقتصادية من جهة، وسأشارك في هذا الصدد في بضعة أيام قادمة في نواكشوط في الدورة الثانية للمنتدى الدولي للمهارات الذي ينظم بمبادرة من ممثلي الجالية الموريتانية في فرنسا، ومن جهة أخرى هناك الجالية الفرنسية في موريتانيا، المكونة من نحو ألفي شخص.

 

وكما أشرت فإن الشراكات بين فرنسا وموريتانيا عديدة ومتنوعة. في مجال دعم التنمية، كثفت فرنسا بشكل ملحوظ تعاونها مع موريتانيا من خلال حزمة من المشاريع الممولة من قبل الوكالة الفرنسية للتنمية والتي سيرتفع سقف قيمتها إلى أكثر من 360 مليون يورو في نهاية عام 2024، منها أكثر من 96 مليون يور تم منحه لموريتانيا في سنة 2024 لوحدها.

 

أما محاور العمل الرئيسية فتتمثل في مجالات الطاقة المائية (الحصول على المياه والصرف الصحي) والحد من عدم المساواة، ومكافحة الفقر، والزراعة والتنمية الريفية، والطاقة، والتعليم والتكوين المهني، والصحة والحماية الاجتماعية.

 

وتقدم فرنسا أيضا الدعم لموريتانيا لمواجهة الأزمة الغذائية في الحوض الشرقي، والتي تفاقمت بسبب تدفق اللاجئين من مالي. وعلى مدى الأشهر الثمانية الماضية، قدمنا 5.5 مليون يورو للمساعدة في تخفيف التوترات فيما يتعلق بالموارد الغذائية. وفي الوقت نفسه فإن تعاوننا مع موريتانيا مهم جدا أيضا في مجالات البحث والتعليم العالي، وتنقل الطلاب، وتعزيز اللغة الفرنسية، ودعم منظمات المجتمع المدني، وحتى الصحافة، من خلال تدريب الصحفيين من خلال برنامج الصحفي "ريميديا - Rimédias". لدينا أيضا تعاون قديم ومثمر مع القوات المسلحة الموريتانية، وف مجال الأمن الداخلي بما في ذلك الحماية المدنية.

 

الأخبار: ما هو موقفكم من الانتخابات الرئاسية في موريتانيا وكيف تقيمون نتائجها؟

السفير ألكسندر غارسيا: بادئ ذي بدء، أود أن أحيي الهدوء الذي جرى فيه التصويت في 29 حزيران / يونيو.

 

رحبت فرنسا بإعادة انتخاب السيد محمد ولد الشيخ الغزواني رئيسا للجمهورية الإسلامية الموريتانية. وبعث له الرئيس إيمانويل ماكرون ببرقية تهنئة حارة ونقل له تمنياته بالتوفيق، تلك التهنئة موجهة أيضا إلى جميع الموريتانيين. وأعلن عن استعداده التام لمواصلة العمل مع الرئيس الغزواني لتعزيز الشراكة الثنائية. وسيواجه الرئيس الغزواني العديد من

التحديات التي سيتغلب عليها من أجل تحسين أوضاع المواطنين الموريتانيين، وستقف فرنسا إلى جانب موريتانيا في إنجاز هذا المشروع الطموح الضروري للحفاظ على سلم وأمن البلاد.

 

الأخبار: هل تخشون من أن تتأثر علاقاتكم مع موريتانيا مثلما تأثرت مع دول مجاورة مثل مالي وبوركينا فاسو والنيجر؟

السفير ألكسندر غارسيا: كما أشرت، تقيم فرنسا علاقات ممتازة مع موريتانيا، وهذه العلاقات مبنية على روابط صداقة قديمة، وحتى تاريخية، بين بلدينا وشعبينا. إن إرادتنا المشتركة، هي تعزيز الشراكة الثنائية التي تجمع بلدينا، وكذلك الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وموريتانيا. فموريتانيا تعتبر لاعبا رئيسيا في المنطقة وهي تتميز بالاستقرار التام.

 

أما في دول وسط الساحل، فالوضع مختلف: نلاحظ أن تدهور العلاقات الثنائية مع مالي وبوركينا فاسو والنيجر هو نتيجة استيلاء الجيش على السلطة، من خلال الانقلابات، التي نفذها العسكريون الذين اختاروا الابتعاد عن الشركاء الدوليين.