الأخبار (نواكشوط) – قال مفوضة الأمن الغذائي فاطمة بنت خطري إن السياسات العمومية في مجال دعم الإنتاج الزراعي، والبرامج الموجهة لمؤازرة المواطنين المعرضين لمخاطر الأزمات الغذائية في موريتانيا حققت قفزة نوعية خلال السنوات الماضية، رغم الظروف الدولية والإقليمية غير المواتية، وذلك بفضل الإرادة القوية للرئيس محمد ولد الغزواني.
وأضافت بنت خطري خلال مشاركتها اليوم في ندوة بعنوان "بذر المستقبل: مقاربات للحوكمة من أجل الأمن الغذائي والحفاظ عليه"، أن ذلك هو ما مكن من تحقيق نتائج إيجابية، جنبت البلاد الكثير من المخاطر المرتبطة بالأزمات الإقليمية والدولية المتلاحقة، والتي كان لها تأثيرها المباشر على الظروف المعيشية للسكان، وخاصة في منطقة الساحل والصحراء، وهو ما جعلها نموذجا في شبه المنطقة، رغم الظروف الصعبة محليا ودوليا.
وتطرقت بنت خطري خلال الندوة المنظمة بالتعاون بين المنظمة الإسلامية للأمن الغذائي ووزارة الخارجية الأمريكية إلى ما وصفتها بالتحديات المطروحة لموريتانيا والآفاق المتاحة لها في مجال الأمن الغذائي، مذكرة باستضافة البلاد شهر نوفمبر المقبل للدورة الخامسة للقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية.
ولفتت إلى أنه تم اختيار شعار "الأمن الغذائي العربي ضمان للسيادة"، لهذه القمة، منبهة إلى ما يتيحه ذلك من آفاق هامة في مجال الأمن الغذائي، وبمبادرة من الرئيس محمد ولد الغزواني حول الاقتصاد الأزرق لسد الفجوة الغذائية، خاصة في المناطق المطلة على البحار والمحيطات والمسطحات المائية.
وشددت بنت خطري على أنه رغم النتائج الكبيرة التي حققتها موريتانيا في مجال الأمن الغذائي، خاصة في الشق المتعلق بالتصدي للأزمات الغذائية ومواجهة مخاطرها، فإن هناك تحديات ماثلة يتطلب التغلب عليها مزيدا من الجهد والتعاون مع الشركاء في منظمة التعاون الإسلامي والولايات المتحدة الأمريكية، وغيرهم.
واستعرضت بنت خطري ما وصفتها بالنجاحات التي حققتها موريتانيا خلال السنوات الماضية، في سبيل النهوض بالمجال الزراعي، وكذا استحداث الآليات الكفيلة بنجاعة المساعدات الاجتماعية الموجهة للأسر الأكثر احتياجا.
ورأت أن من هذه الآليات استحداث الآلية الوطنية للوقاية والاستجابة للأزمات الغذائية، كجهة تنسيق بين مختلف الجهات المعنية، وخطة الرد السنوية على الأزمات الغذائية، والسجل الاجتماعي للدولة، وتأسيس صندوق خاص بتمويل خطة الرد الحكومية على الأزمات الغذائية، فضلا عن اعتماد شبكات الأمان الاجتماعي الموجهة لمساعدة الأسر الأكثر فقرا، واشتراك بلادنا في التعاضدية الإفريقية للتأمين ضد مخاطر الجفاف، مع تعزيز قدرات البلد في مجال التخزين ودعم المزارعين من خلال استصلاح الأراضي الزراعية، وتوفير وسائل الإنتاج الزراعي، فضلا عن شراء فائض الإنتاج الزراعي، من أجل تشجيع الإنتاج الزراعي.
وشارك في الندوة، وزير الفلاحة والمصادر المائية والصيد في تونس عبد المؤمن بلاتي، والأمين العام للمنظمة الإسلامية للأمن الغذائي يرلان بايدوليت، والمبعوث الخاص للولايات المتحدة الأمريكية للأمن الغذائي كاري فاولي، وممثلون عن وزارة الزراعة الأمريكية، ومنظمة التعاون الإسلامي، والبنك الإسلامي للتنمية، والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.